مقدمة ونبذة تاريخية عن الخل
تقول الأساطير إن أحد رجال البلاط الملكي في مملكة بابل القديمة (حوالي سنة 5000 قبل الميلاد)، اكتشف بالصدفة تكوّن الخل من تخمر عصير العنب المهمل، وتم استعماله بعدها في حفظ الأطعمة.
وتذكر المراجع أن "أبوقراط" (420 قبل الميلاد) قد استخدم الخل طبياً لعلاج الجروح.
كما يذكر التاريخ أن "هانيبال" القائد القرطاجي الشهير (200 قبل الميلاد) كان قد استخدم الخل لإذابة الصخور التي كانت تعترض طريق جيشه في غزواته.
وكان "سونج تسي"، أحد مؤسسي الطب الشرعي، ينصح بغسل الأيدي بالخل والكبريت لتجنب العدوى من ملامسة الجثث، كما تذكر الأساطير أن "كليوباترا" كانت تستخدم الخل لإذابة اللآليء الثمينة.
وطبقاً للكتابات الطبية الحديثة نسبياً، فقد استخدم الأطباء في القرن الثامن عشر الميلادي مستحضرات الخل لعلاج عدد من الأمراض مثل الاستسقاء وتسمم اللبلاب والخناق وآلام المعدة وغيرهم. [مرجع-1]
قبل انتشار الأدوية المخفضة لسكر الدم، كانت الأسواق تمتليء بمنتجات شاي الخل التي يستخدمها مرضى السكري لضبط مستوى الجلوكوز في الدم.
دور الخل في مكافحة العدوى
يعود تاريخ استعمال الخل لمحاربة العدوى والميكروبات إلى ما قبل الميلاد في العصر الذي عاش فيه أبوقراط الذي كان يصف مستحضرات الخل لعلاج القرح وتقرحات الفراش.
دواء آخر كان فعالاً في الماضي لعلاج السعال (الكحة) وكان يصفه أبقراط وهو عبارة عن خليط من الخل والعسل ولا يزال يستخدم في الطب الحديث في بعض الأماكن. [مرجع-2]
طبقاً للمراجع الطبية الإنجليزية والألمانية، كانت نسبة العسل إلى الخل الأبيض في خلطة علاج الكحة هي 4 إلى 1 أي 4 ملاعق عسل مقابل كل ملعقة خل. [مرجع-3]
أما في الطب الحديث، فلم يعد يُنصح باستعمال الخل لعلاج الجروح [مرجع-4]، لأن الجرعات غير السامة منه لم تستطع التغلب على بعض أنواع البكتيريا في الاختبارات المعملية مثل إشريشيا كولاي وإنتيروكوكاس، وله تأثير مكافح للمكورات العقدية والسبحية. [مرجع-5]
وبالمثل، لم يعد يُنصح باستعمال الخل للتعقيم المنزلي لأن المعقمات الكيميائية الحديثة أكثر كفاءةً، ومع ذلك فإن الخل يعتبر أكثر كفاءةً في تعقيم أطقم الأسنان خصوصاً أن بقاياه لا تسبب تلف الطبقة المخاطية.
استخدام الخل المخفف لعلاج التهاب القناة السمعية والأذن الوسطى
رغم أن العديد من الأبحاث أثبتت كفاءة الخل المخفف (تركيز 2% عند درجة حموضة pH 2) في علاج التهابات الأذن الناتجة عن العدوى مثل التهاب الأذن الخارجية والتهاب الأذن الوسطى والتهاب الطبلة الحبيبي. [مرجع-6]
رغم إثبات فعاليته بالأبحاث، إلا إنه لا يستخدم على نطاق واسع في هذه الحالات لخطورة درجة الحموضة على الجلد الملتهب في القناة السمعية بالإضافة إلى احتمال تأثيره سلباً على خلايا القوقعة. [مرجع-7]
يستخدم الخل أيضاً في المناطق الساحلية كعلاج فعال لسمية لسعات قناديل البحر، وإن كان غمر الجزء الملسوع في الماء الساخن هو أحد الحلول السهلة للدغات القنديل.
دور الخل الأبيض في علاج الأمراض الجلدية
يشيع استعمال الخل وخصوصاً الخل الأبيض أو ما يسمي "روح الخل" في علاج عدد من الأمراض الجلدية مثل فطريات الأظافر والقمل وعين السمكة وأنواع السنط الأخرى.
بالنسبة لعين السمكة والسنط، فإن روح الخل يحقق نتائج ممتازة فيها نظراً لاحتوائه على تركيز عالي جداً من حمض الأسيتيك، هذا التركيز يؤدي إلى تدمير نسيج السنطة وتساقطه ما دام المريض يمكنه التحمل. [مرجع-8]
أمراض القلب والأوعية الدموية
الأبحاث التي أجريت على فئران التجارب توصلت إلى أن تناول 0.86 مللي مول من الخل المخلوط مع الطعام قد أدى إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي (الرقم العلوي) بمقدار 20 مم زئبق.
وتقول الدراسة إن السبب يرجع إلى أن الخل يؤدي إلى انخفاض تركيز هرموني "ألدوستيرون" و"رينين" المسئولين عن رفع ضغط الدم الانقباضي. [مرجع-9]
مكافحة الأورام الخبيثة
الخل المستخلص من قصب السكر تسبب في تساقط خلايا الأورام في سرطان الدم (لوكيميا)، كما إن الخل المستخلص من الأرز الياباني تسبب في تثبيط نمو الخلايا السرطانية في التجارب المعملية. [مرجع 9 و 10]
إضافة الخل إلى مياه الشرب في التجارب في اليابان أدى إلى انخفاض واضح في نمو الخلايا السرطانية خصوصاً في القولون.
ضبط مستوى الجلوكوز في الدم
أُجريت العديد من التجارب على الفئران في اليابان، وتوصلت إلى أن إضافة خل تركيز 2% إلى النشا الذي يتم إطعامه للفئران أدى إلى انخفاض كبير في مستوى الجلوكوز في الدم. [مرجع-11].
ورغم إن النتائج لم تكن مشابهة في البشر، إلا أن الباحثون لاحظوا انخفاض مستوى السكر بمقدار حوالي 20% بعد تعاطي خل الفراولة.