مرض "هاشيموتو" هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية، وهي غدة صماء على شكل فراشة تقع في العنق أسفل تفاحة آدم، وهذا المرض يسبب ضعف إفراز هرمونات الغدة مما يؤدي إلى ظهور أعراض كسل أو قصور الغدة الدرقية.
مرض هاشيموتو يمكن -نظرياً- أن يصيب أي شخص، لكنه في الواقع أكثر شيوعاً عند النساء في فترة منتصف العمر، ويُعرف هذا المرض أيضاً باسم "التهاب هاشيموتو الدرقي" أو "التهاب الدرقية المزمن" أو التهاب الدرقية المناعي المزمن"
ما أعراض مرض هاشيموتو؟
التهاب هاشيموتو مرض يتفاقم بالتدريج البطيء حتى إن المريض يمكن ألا يشعر بالأعراض، لكن الهبوط الكبير في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية
- التعب المستمر والخمول
- عدم القدرة على تحمل الطقس البارد حتى لو كانت برودة بسيطة
- كثرة النوم ورغبة دائمة في النوم
- جفاف الجلد
- الإمساك لفترات طويلة
- ضعف العضلات
- آلام وأوجاع وتيبس في العضلات في معظم أنحاء الجسم
- ألم في المفاصل مع تيبس
- عدم انتظام الدورة الشهرية للنساء
- احتمال زيادة النزيف عن المعتاد أثناء الدورة الشهرية
- الاكتئاب
- اضطرابات في الذاكرة
- اضطراب وضعف التركيز
- تضخم وتورم الغدة الدرقية (الجويتر)
- انتفاخ وتورم الوجه
- هشاشة الأظافر
- تساقط الشعر بكثافة
- زيادة حجم اللسان
الأسباب والعوامل المهيئة
داء هاشيموتو هو مرض مناعي وفيه ينتج الجهاز المناعي أجسام مضادة تهاجم خلايا الغدة الدرقية كما لو كانت خلايا معادية أو بكتيريا أو فيروسات.
لسبب غير معلوم حتى الآن، يبدأ جهاز المناعة ما يشبه "الانقلاب" ضد خلايا الغدة الدرقية فيدمرها وبالتالي تضعف وظائف الغدة.
 |
| شكل الغدة الدرقية في مرض هاشيموتو تحت المجهر |
توصلت الأبحاث إلى بعض العوامل المهيِئة التي تساعد على حدوث مرض هاشيموتو، مثل:
- العوامل الوراثية: فالجينات تجعل بعض النساء أكثر عُرضةً لهذا المرض من غيرهم.
- العوامل البيئية: مثل التعرض للتلوث والعدوى والتعرض للإشعاع والتوتر والضغط العصبي.
- التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية بمعنى أن يولد الشخص المهيأ جينياً لمرض هاشيموتو في بيئة ملوثة.
- العمر: يميل هاشيموتو إلى الظهور في منتصف العمر لدى النساء.
- الأمراض المناعية الأخرى: إذا كانت المريضة تعاني من أي مرض مناعي آخر مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، مرض السكر من النوع الأول أو الذئبة الحمراء مثلاً، فهي تكون أكثر عُرضةً للإصابة بمرض هاشيموتو.
- وجود شخص مريض بهاشيموتو في الأسرة يرفع نسبة إصابة الأقارب به.
- الحمل: التغيرات التي تحدث في الجهاز المناعي أثناء الحمل يمكن أن تكون سبباً في التهاب هاشيموتو للغدة الدرقية.
ما مضاعفات مرض هاشيموتو؟
هرمونات الغدة الدرقية ضرورية للوظائف الصحية للعديد من أجهزة الجسم، وبالتالي عندما يدمر هاشيموتو الخلايا المنتجة للهرمونات تبدأ المضاعفات التالية في الظهور إذا لم يُعالج.
الجويتر (تضخم الغدة الدرقية)
كلما قل إنتاج هرمونات الغدة الدرقية "الثيروكسين خصوصاً"، تبدأ الغدة النخامية في إرسال إشارات للغدة الدرقية لتتضخم من أجل زيادة عدد الخلايا المنتجة للهرمونات والتغلب على المشكلة.
الغدة النخامية هي غدة صماء تقع أسفل المخيخ في الجزء الخلفي من الدماغ، وهي مسئولة عن تنظيم عمل عدد من الغدد الأخرى من بينها الدرقية.
هذه الإشارات الواردة من الغدة النخامية تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية فيما يعرف أيضاً باسم "الجويتر" ويبدأ ظهور التضخم في العنق ويمكن أن يؤثر فيما بعد على البلع أو على التنفس.
 |
| تضخم الغدة الدرقية - الجويتر |
مشاكل في القلب
يمكن أن يؤدي خمول الغدة الدرقية إلى ضعف وظائف القلب، تضخم عضلة القلب وعدم انتظام ضربات القلب.
كما إنه يتسبب في ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم وهذا بدوره يؤدي إلى مزيد من التأثير السلبي على القلب والأوعية الدموية.
التأثير على الصحة العقلية
الاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى يمكن أن تظهر مبكراً مع مرض هاشيموتو وتزداد سوءاً بمرور الوقت.
التأثير على الصحة الجنسية والخصوبة
- مرض هاشيموتو يقلل أو يُضعف الرغبة الجنسية عند النساء.
- هاشيموتو يسبب ضعف التبويض
- اضطرابات الدورة الشهرية وزيادة النزيف
- الرجال المصابون بمرض هاشيموتو يكون لديهم ضعف جنسي وتقل الرغبة الجنسية أيضاً عندهم كما تقل خصوبتهم.
التأثير على الحمل
قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل يمكن أن ينتج عنه عدد من الاضطرابات مثل:
- الإجهاض
- عدم اكتمال الحمل
- الولادة قبل الميعاد
- ولادة أطفال يعانون من تأخر عقلي وتوحد وتأخر الكلام وضعف القدرات العقلية بالإضافة إلى مشاكل في النمو
الوذمة المخاطية (Myxedema)
يمكن أن يتطور الأمر إلى غيبوبة كاملة يحفزها تعرض المريضة لبرد شديد أو تعاطي مهدئات أو التعرض لضغط عصبي شديد.
كيف يمكن تشخيص مرض هاشيموتو؟
نظراً لتشابه بعض أعراض التهاب هاشيموتو للغدة الدرقية، فإن الطبيب المعالج يطلب بعض الفحصوات لتأكيد التشخيص.
تشمل الفحوصات ما يلي:
- تحليل وظائف الغدة الدرقية: التحليل الأولي لتحديد سبب الأعراض وإن كانت فعلاً نتيجة لقصور الغدة الدرقية أم مرض آخر. يتم تشخيص القصور عندما يكون تركيز هرمون TSH مرتفعاً، بينما تركيز T4 في الدم منخفضاً.
العديد من الاضطرابات الأخرى يمكن أن تسبب قصور الغدة الدرقية، لذلك يطلب الطبيب تحاليل الأجسام المضادة للوصول إلى سبب القصور إذا كان هاشيموتو أو غيره.
عادةً في مرض هاشيموتو، ينتج الجهاز المناعي أجساماً مضادة ضد بروتين مهم لتصنيع هرمونات الغدة الدرقية يُسمى "thyroid peroxidase (TPO)".
وبالتالي، فإن معظم مرضى هاشيموتو سيكون تحليل الأجسام المضادة لــ TPO يكون إيجابياً.
خطة العلاج
أساس العلاج في مرض هاشيموتو هو "تعويض النقص"، وذلك عن طريق إعطاء المريض بديل لهرمونات الغدة الدرقية.
يتم علاج مرض هاشيموتو عن طريق هرمون مُصنّع معملياً يسمى "ليفوثيروكسين" (levothyroxine)، وهو يؤدي وظيفة هرمون الثيروكسين الطبيعي (T4) في الجسم.
يجب العلم أن علاج مرض هاشيموتو هو علاج مزمن، يستمر عليه المريض طوال حياته.
هذا العلاج ليس له آثار جانبية في الغالب، لأنه يشبه الهرمون الطبيعي الذي تنتجه الغدة الدرقية.
تأثير الطعام والمواد الأخرى على العلاج الهرموني لمرض هاشيموتو
بعض الأدوية والمكملات الغذائية والمأكولات يمكن أن تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص "ليفوثيروكسين"، لذلك يجب أن يكون هناك فاصل زمني بين تعاطي تلك المواد وتعاطي العلاج الهرموني.
يجب أن تفصل بمدة لا تقل عن 4 ساعات بين العلاج والأغذية أو المواد التالية:
- منتجات الصويا
- المأكولات التي تحتوي على كمية كبيرة من الألياف مثل الخضروات
- المكملات الغذائية التي تحتوي الحديد، بما في ذلك الفيتامينات التي تحتوي حديد ضمن مكونات أخرى.
- أدوية علاج الكوليسترول والدهون الثلاثية
- مضادات الحموضة التي تحتوي مركب "هيدروكسيد الألمونيوم" مثل مالوكس.
- أدوية علاج قرحة المعدة
- المكملات الغذائية التي تحتوي الكالسيوم.
المراجع: Hashimoto's disease - Symptoms and causes - Mayo Clinic