عملية إصلاح الغضروف بين الفقرات القطنية هي جراحة دقيقة تُجرى بأقل تأثير ممكن على الأنسجة، بهدف استئصال الجزء المنزلق من الغضروف (الديسك) وسد الفجوة التي تسببت في الانزلاق (الفتق)، وذلك كحل أخير للتخلص من ألم وأعراض الانزلاق الغضروفي.
في هذا المقال سنقدم لحضراتكم شرحاً لتفاصيل عملية الغضروف الدقيقة (Microdiscectomy) وتُسمى أيضاً "Microdecompression" من حيث الخطوات وإجراءت ما قبل وأثناء العملية ونصائح واحتاطات ما بعد الجراحة ومتى يبدأ المريض في الحركة مع الإجابة على كل الأسئلة.
حقائق مهمة عن عملية الانزلاق الغضروفي القطني
قبل أن تأخذ القرار اللجوء للعملية الجراحية، يجب أن تضع في حسبانك بعض الحقائق المهمة من بينها ما يلي:
- عملية استئصال الجزء المنزلق من الغضروف تفيد في تخفيف ألم الساق والفخذ (عرق النسا) بشكل فوري وواضح، بينما فائدة العملية تكون أقل في تخفيف ألم أسفل الظهر [مصدر-1].
- في هذه العملية لا يتم استئصال الغضروف بالكامل، فقط يُستأصل الجزء المنزلق ويغلق مكان خروجه جيداً لمنع تكرار الانزلاق.
- بالنسبة للأعراض العصبية للانزلاق الغضروفي مثل التنميل وضعف العضلات، فإنها يمكن أن تستغرق أسابيع وحتى شهور حتى يلتئم جذر العصب تماماً ويعود إلى حالته الطبيعية ويختفي التنميل والضعف.
- المرضى الذين يعانون عرق النسا يشعرون بالتحسن الفوري بعد إجراء العملية مباشرةً والعودة إلى المنزل.
- رغم أنها عملية مفتوحة (عكس المنظار)، إلا أن جراحة استئصال الغضروف المنزلق (microdiscectomy) تعتبر هي الخيار الأول للجراحين لأنها تعتمد تقنيات الحد الأدنى من التدخل الجراحي، ففيها يكون الجرح صغيراً جداً وتقطيع قليل جداً للأنسجة.
- رغم وجود المنظار الجراحي كحل بديل لعملية الغضروف، إلا أن العملية المفتوحة مازالت هي الاختيار الأول لأن الجراحين (عظام أو مخ أعصاب) لديهم خبرات متراكمة فيها على مر السنين السابقة، بينما المنظار مازال يحتاج لبعض الوقت ليتقنه الجراحون.
دواعي عملية الغضروف
كما ذكرنا من قبل في شرح الانزلاق الغضروفي القطني، فإن اللجوء إلى العملية الجراحية هو الاختيار الأخير، ويحاول الطبيب دائماً تجنب الجراحة، فطالما كان المريض متحملاً للألم ومتجاوباً مع العلاج التحفظي فلن يلجأ للجراحة.
لكن هناك بعض الحالات التي يفشل معها العلاج التحفظي وتبقى العملية الجراحية هي الحل الأخير لهم، وتوجد معايير خاصة لتحديد المريض الذي يجب أن يخضع للجراحة.
تشمل معايير اختيار المريض ودواعي الجراحة ما يلي:
- إذا كان ألم الساق شديداً جداً وكان مستمراً لأكثر من 6 أسابيع (كحد ادنى) دون استجابة للعلاج التحفظي.
- إذا أظهرت آشعة الرنين المغناطيسي وجود انزلاق غضروفي واضح.
- إذا كانت الشكوى الأساسية للمريض هي ألم الساق (عرق النسا)، وليس مجرد ألم أسفل الظهر.
- إذا كانت الأعراض شديدة لدرجة التأثير سلباً على أداء المريض لمهام عمله، أو عدم قدرة المريض على أداء الأنشطة اليومية العادية مثل المشي أو الوقوف.
- فقدان القدرة على التحكم في البول (سلس البول) والبراز [حالة طواريء].
- تفاقم الأعراض العصبية للمرض مثل ضعف عضلات الساق والتنميل أو ضعف الإحساس في الأطراف.
- إذا لم تنجح الأدوية ولا العلاج الطبيعي في تخفيف معاناة المريض.
تحضير المريض للعملية (ما قبل العملية)
- يجب أن يشرح لك الجرّاح الإجراءات بوضوح ويُعرّفك بالمخاطر المحتملة للعملية وكيفية التعامل الصحيح معها.
- يجب أن تخبر طبيب التخدير بأي أدوية تتعاطاها عموماً، وخصوصاً أدوية السيولة (مضادات التجلط) مثل الأسبيرين والماريفان وغيرهم.
- سيطلب منك الطبيب التوقف عن تناول أي أدوية للسيولة (أسبيرين أو غيره) قبل العملية بيومين على الأقل.
- سيطلب منك الجرّاح أن تصوم قبل العملية بست ساعات او أكثر، بمعنى الامتناع تماماً عن الأكل والشرب.
- إذا لم تلتزم بالصيام، فسيضطر الجرّاح إلى إلغاء العملية لأن طبيب التخدير سيرفض تخدير المريض.
- إذا كان الطبيب قد طلب منك تعاطي أي أدوية قبل العملية فيمكنك تناولها برشفة ماء صغيرة فقط.
- يجب أن تخلع كل ملابسك وترتدي فقط ملابس العمليات
- يتوجب عليك خلع كل المجوهرات والسلاسل وأي أدوات معدنية ترتديها
- إذا استحممت قبل العملية مباشرةً، ممنوع وضع أي غسول أو أو عطر أو مزيل رائحة العرق.
كيف تسير عملية استئصال الانزلاق الغضروفي؟
إرشادات ما بعد العملية
- سيصف الطبيب بعض الأدوية الواجبة بعد العملية وغالباص تكون عبارة عن مضاد حيوي ومسكنات ألم (الألم المؤقت الناتج عن إجراءات العملية).
- يُنصح المريض ببدء المشي بمجرد أن يستطيع
- يُنصح بالمشي على أرض مستوية وتفادي الطرق الوعرة والمطبات
- يتم اتباع بعض التمارين الخفيفة تدريجياً بعد العملية
- يتوجب عليك اتباع تعليمات الطبيب الخاصة بحدود ونوعيات الحركة بعد العملية.