عندما تذهب إلى الطبيب لقياس ضغط الدم لديك أو حتى في الصيدلية، فإن الطبيب بعد القياس يخبرك بضغطك عبارة عن رقمين كأنهما كسر اعتيادي له بسط ومقام، مثل أن يكون 120/80 أو 130/80 أو 140/90 أو 150/100 أو 100/70 أو أي رقم مشابه، فماذا يعني كل من الرقم العلوي والرقم السفلي (فوق وتحت)؟
الرقم العلوي في قراءة ضغط الدم يمثل الضغط الانقباضي وهو الضغط الناتج عن انقباض عضلة القلب لضخ الدم لأعضاء الجسم، أما الرقم السفلي فهو يمثل الضغط أثناء انبساط عضلة القلب لإعادة الامتلاء بالدم أو في الوقت بين دقات القلب.
وتوجد أسباب لارتفاع كلا الرقمين معاً، وأسباب لارتفاع كل رقم منهما على حدة وهو ما سنركز عليه في هذا المقال، كما يوجد تداخل كبير بين الأسباب كما يأتي الشرح.
ما أسباب ارتفاع ضغط الدم الانبساطي؟ (الرقم السفلي "الرقم الصغير")
يتم اعتبار الضغط الانبساطي مرتفعاً إذا كان الرقم السفلي الصغير أكبر من 90 مم/زئبق، وفيما يلي أهم الأسباب التي تجعل الضغط الانبساطي مرتفعاً وحده بمعزل عن الرقم العلوي.
- زيادة الملح في الطعام أو الشراب
- السمنة (زيادة الوزن) وبالتالي زيادة الدهون والكوليسترول
- انعدام أو قلة النشاط البدني (عدم ممارسة أي نوع من الرياضة حتى المشي)
- تناول المشروبات الكحولية (الخمور) والتدخين
- التعرض للتوتر والضغط العصبي سواء بسبب العمل أو بسبب مشاكل أخرى
- تناول مسكنات الألم غير الستيرويدية مثل كاتافلام وفولتارين وباي بروفينيد وغيرهم
- تعاطي مضادات الاكتئاب
- أقراص منع الحمل بأنواعها
- الكافيين بمشتقاته (القهوة والشاي وما شابه)
- أدوية البرد وخصوصاً مضادات الاحتقان مثل كونجستال وتراي ميدفلو وكولد فري وكومتركس وغيرهم
- الكورتيزون
- أدوية علاج بعض الأمراض النفسية
- ارتفاع الضغط الأولي: تطلق تلك التسمية على الحالات التي يرتفع فيها ضغط الدم الانبساطي بدون وجود سبب واضح، وتشير الأبحاث مؤخراً إلى أن اجتماع العوامل الوراثية مع بعض العوامل البيئية قد يكون السبب المباشر لارتفاع الضغط الأولي.
- اضطرابات هرمونية مثل هرمونات الغدة الدرقية
- اضطرابات الكلى، إذ أن الكلى مسئول عن إفراز بعض الهرمونات المسئولة عن تنظيم التمثيل الغذائي للأملاح وهو ما يؤثر على ضغط الدم.
- توقف النفَس أثناء النوم وهي متلازمة منتشرة بين البدناء لكن ارتفاع الضغط الانبساطي فيها لا يتعلق بالسمنة
- التقدم في العمر
ما أعراض ارتفاع الضغط الانبساطي؟
من المهم أن نذكر أن ارتفاع ضغط الدم عموماً يُعتبر مرضاً "صامتاً" على عكس ما يعتقد الناس، حيث إن النسبة الأكبر من مرضى الضغط لا يعانون أي أعراض أو يعانون بعض الأعراض غير المؤثرة والتي لا تجعلهم يزورون الطبيب أو المستشفى.
ارتفاع الضغط الأولي في الغالب لا تكون له أعراض خصوصاً وأن سببه غير معروف، وهذا ما يجعله خطراً كونه يمكن أن يسبب مضاعفات للمريض على المدى الطويل ما لم يبدأ العلاج في الوقت المناسب.
لذلك، فإن القياس الدوري لضغط الدم أصبح مهماً جداً، لأن تلك هي الطريقة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها لاكتشاف مرض ارتفاع ضغط الدم وتحديد نوعه.
ارتفاع ضغط الدم لمستوى الخطر (أي أعلى من 180/120) يمكن أن ييؤدي إلى حدوث أعراض قوية تستلزم التوجه إلى قسم الطواريء بأقرب مستشفى، من بين تلك الأعراض ما يلي:
- دوخة وضعف التركيز
- صداع شديد
- تعرّق شديد خصوصاً أثناء الليل
- عدم القدرة على النوم
- رعاف (نزيف من الأنف)
- خفقان نتيجة اضطراب ضربات القلب
- غثيان وربما قيء
- زغللة وصعوبة في الرؤية
- طنين في الأذن
مضاعفات ارتفاع الضغط السفلي
منذ سنوات، كان يُعتقد أن ارتفاع ضغط الدم الانبساطي أكثر أهمية ومضاعفات من ارتفاع الضغط الانقباضي، لكن مؤخراً ظهرت أبحاث أثبتت العكس، وأكدت أن ارتفاع الضغط الانقباضي (الرقم العلوي) هو المسبب الأهم للمضاعفات الخطيرة مثل الجلطات وتضخم عضلة القلب.
في دراسة كبرى أُجري فيها مراجعة وتقييم للملفات الطبية لأكثر من مليون مريض في الولايات المتحدة الأمريكية، توصلت إلى نتيجة مفادها أنه مع الإقرار بأن ارتفاع الضغط الانقباضي هو السبب الأكبر لحدوث الجلطات والذبحات الصدية وما يتعلق بها من أمراض القلب، فإن ارتفاع ضغط الدم الانبساطي يرفع نسبة حدوث تهتك انتفاخ الأورطى البطني، وهي حالة خطيرة مهددة للحياة.
أبحاث أخرى ربطت مؤخراً بين ارتفاع الضغط السفلي وخدوث ضعف في الإدراك العام ومشاكل عقلية.