من ضمن وظائف هرمون الكورتيزون في الجسم ضبط استهلاك خلايا الجسم للجلوكوز (السكر) والدهون، بالإضافة إلى تثبيط تفاعلات الجسم التي تحدث عند مقاومة أي ميكروب خارجي فتسبب الالتهابات، لأن بعض التفاعلات رغم كونها مهمة لمقاومة المرض، إلا أنها في بعض الحالات قد تكون شديدة للقدر الذي يسبب ضرراً للجسم.
وظائف هرمون الكورتيزون الطبيعي في الجسم
الكورتيزون هو أحد أهم الهرمونات في الجسم ويؤدي العديد من الوظائف والمهام خصوصاً في حالات "التوتر العصبي" ومنهنا جاءت تسميته ب"هرمون التوتر"، ويمكن تلخيص وظائفه كما يلي:- رفع مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم عن طريق تحفيز تكسير البروتينات إلى أحماض أمينية ثم نقلها إلى الكبد حيث يمكن استخدامها لتصنيع الجلوكوز بعمليات كيميائية دقيقة
- تحفيز تكسير الدهون من الأنسجة الدهنية وتحويلها في الكبد إلى جلوكوز لاستعماله في إنتاج الطاقة اللازمة لمواجهة التوترات والضغوطات
- تثبيط الاستجابة المناعية بمعنى تقليل آثار المواجهة المناعية بين الجسم والميكروب الخارجي وتقليل حدة الالتهابات
- نشاط مضاد للالتهابات ومضاد لآثارها مثل التورمات
- تقليل تصنيع العظم عن طريق تثبيط الخلايا المنتجة للعظام وبالتالي يرفع نسبة الكالسيوم في الدم
- يشارك في تنظيم عملية امتصاص عنصر الكالسيوم من الجهاز الهضمي
- له تأثير على الجهاز العصبي المركزي حيث ينظم السلوك والإدراك والحالة المزاجية لتهيئة الشخص لمواجهة التوترات والضغوط العصبية والمؤثرات الخارجية
التعامل مع التوتر (الضغط العصبي)
يتعرض الجسم للعديد من التوترات والضغوط داخلياً وخارجياً طوال الوقت، تعالج مستشعرات الجسم والمستقبلات الخاصة المعلومات الخاصة بتلك الضغوط حتى تبدأ مرحلة أخذ القرار المناسب لمواجهة التوتر.في أوقات التوتر والضغوطات سواء أكانت خارجية أم داخلية مثل الخوف أو الانفعالات أو الصدمات من الحوادث أو حتى مواجهة ميكروب، يتم تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي الذي يبدأ المواجهة بمبدأ "واجه أو اهرب - fight or flight"، وبالتالي ينشط متوالية هرمونية من ضمنها الأدرينالين والكورتيزون من الغدة الكظرية.
يبدأ الكورتيزول في أداء وظيفته لمواجهة تلك التوترات بتنشيط الجسم عن طريق زيادة الطاقة بتنشيط استهلاك الجلوكوز ورفع نسبة السكر في الدم حتى يصل إلى الخلايا وتستهلكه بسهولة لإنتاج الطاقة، كما يؤدي إلى رفع ضغط الدم لضمان وصول الإمداد الدموي بوفرة إلى كل الأعضاء المشمولة في منظومة مواجهة المؤثرات (التوتر).
دواعي استعمال الكورتيزون كعلاج
الكورتيزون (الاستيرويد) ومشتقاته له العديد من الاستخدامات الطبية شديدة الأهمية، وهو رغم سمعته غير الجيدة بين عموم الناس، إلا أنه يعتبر أحد أهم الأدوية في مجال الطب.
من الصعب حصر كل دواعي استعمال الكورتيزون الطبية، لكن هذا التقرير يسرد أهم الاستخدامات، وهي كالتالي:
- علاج الالتهاب: الكورتيزون من أقوى مضادات الالتهاب فهو يخفف آثاره ويقلل الاستجابة المناعية
- علاج الحساسية المفرطة: يعتبر الكورتيزون من أهم الأدوية المستخدمة لعلاج فرط الحساسية خصوصاً الحالات الطارئة مثل حالات الحساسية ضد المضادات الحيوية أو أي حقن أخرى، فهو يمكن أن ينقذ حياة المريض في تلك الحالات.
- علاج الأمراض المناعية: تقريباً لا يوجد مريض بمرض مناعي إلا وقد وصف له الكورتيزون مع مثبطات المناعة الأخرى كعلاج، ويشمل هذا كل أمراض المناعة تقريباً مثل الذئبة الحمراء، التهاب القولون التقرحي، التهاب المفاصل الروماتويدي، الأمراض الجلدية وأمراض الرئة وغيرهم.
- علاج الربو الشعبي
- علاج الأورام السرطانية: يستعمل الكورتيزون في علاج العديد من الأورام الخبيثة مثل سرطان الدم (لوكيميا) وسرطان الليمف (ليمفوما) والمايلوما المتعددة.
- علاج الغثيان والقيء المرتبطين بتناول العلاج الكيماوي لمرضى السرطان.
- التغلب على فقدان الشهية لدى مرضى السرطان
- علاج قصور الغدة الكظرية
- استخدامات موضعية: يوجد العديد من المراهم والكريمات وحتى القطرات التي تستخدم لعلاج التهابات الجلد والحساسية والإكزيما وعلاج الهرش والتورمات، كما يستخدم كمسكن موضعي أيضاً.
- تخفيف الألم: يعتبر الكورتيزون واحداً من أقوى مسكنات الألم في العموم
- علاج التهاب الأنف التحسسي والجيوب الأنفية (عبر بخاخات الأنف) ولحميات الأنف
أضرار الكورتيزون والآثار الجانبية
- معظم الناس لا يعانون كل هذه الأضرار الجانبية
- أغلب الآثار الجانبية يمكن توقع وقت حدوثها ومدتها
- معظم الأضرار قابلة للعلاج ويمكن التخلص منها أو تنتهي تلقائياً بعد التوقف عن تعاطي الكورتيزون
- توجد العديد من الإجراءات التي تقلل من أضرار الكورتيزون، والطبيب سيخبرك بها
- إذا قرر الطبيب المعالج أن حالتك تحتاج للعلاج بالكورتيزون، فهو قد قرر أن الفوائد المتوقعة منه أكبر من الأضرار المحتملة، وأن النتيجة النهائية في مصلحتك.
- زيادة الشهية للطعام
- التهيج المفرط وحدة الطبع
- أرق أو صعوبة في النوم
- تورم في الكاحل والقدم بسبب تجمع السوائل
- غثيان (لذلك يجب تناول الكورتيزون مع الطعام)
- حرقان في فم المعدة
- ضعف العضلات
- ضعف التئام الجروح
- ارتفاع مستوى سكر الدم (الجلوكوز) وبالتالي فإن مرضى السكر يجب أن تتم متابعتهم بواسطة الطبيب المختص إذا احتاجوا للعلاج بالكورتيزون
- ارتفاع ضغط الدم
- صداع شديد
- دوخة
- تقلبات مزاجية
- الإصابة بالمياه البيضاء في العين (مع الاستخدام لفترات طويلة)
- تناقص سمك العظام
- التهابات في الجلد
- ألم مفاجيء وغير معتاد في العظام والمفاصل
- نزيف في المعدة أو الجهاز الهضمي
- كحة مدممة
- قيء دموي (قيء لونه بني)
- التهاب حاد في البنكرياس (ألم شديد في البطن من الأعلى مسمع في الظهر)
- زغللة وألم في العين وربما احمرار العين في بعض الأحيان
- زيادة سريعة في الوزن
- شعور بصعوبة التنفس
- إمساك
- اضطراب ضربات القلب
- زيادة العطش
- زيادة التبول
- ضعف عام في العضلات
- بالنسبة للأطفال: الكورتيزون يسبب ضعف النمو لأنه يقلل إفراز هرمون النمو
احتياطات تناول الكورتيزون
- يجب أن تخبر الطبيب بأي أدوية أخرى تتعاطاها سواء مؤقتاً أو الأدوية المزمنة أو حتى الفيتامينات والمكملات الغذائية، لأن الكورتيزون يتفاعل مع العديد من الأدوية
- ممنوع تناول الأسبيرين أو مشتقاته مع الكورتيزون إلا إذا سمح بذلك الطبيب المعالج
- لا تتعاطى أي تطعيمات أو لقاحات وأنت تتعاطى الكورتيزون، ويجب أن تخبر الطبيب بذلك
- ممنوع تماماً إيقاف تعاطي الكورتيزون فجأةً إذا كنت تتعاطاه لفترة طويلة، يجب إيقاف العلاج تدريجياً حسب تعليمات الطبيب لتفادي الأضرار الخطيرة التي يمكن أن تحدث مع الإيقاف المؤقت
- بالنسبة للحامل والمرضعة: يفع الكورتيزون في الفئة "ج" من تصنيف أدوية الحمل، بمعنى أنه يُعطى للحامل أو المرضعة فقط إذا كانت مميزات تعاطيه تتفوق على الأضرار المحتملة
- للنساء والرجال: من الأفضل عدم الإنجاب أثناء فترة تعاطي الكورتيزون سواء للأب أو للأم
- ممنوع إرضاع الطفل إذا كنتِ تتعاطين الكورتيزون
موانع تعاطي الكورتيزون
- مرض الدرن (السل)
- الإصابة بفيروس الهربس في العين
- الإصابة بالديدان (الطفيليات) مثل الدودة الشريطية
- حالات تليف الكبد
- أمراض الكلى
- أمراض الغدة الدرقية
- هشاشة العظام
- أمراض العضلات
- المياه البيضاء في العين
- المياه الزرقاء (ارتفاع ضغط العين)
- قرحة المعدة
- التهاب القولون التقرحي
- الاكتئاب والأمراض النفسية
- مرض القلب
- ارتفاع ضغط الدم
المراجع