يتم اعتبار الحالة كنزيف بولي أو بول دموي إذا زاد عدد كرات الدم الحمراء عن 5 لكل مجال مكبّر (5/HPF) في 3 من 3 عينات متتالية يتم الحصول عليها بفاصل 7 أيام على الأقل.
نزول الدم في البول يُعتبر من الأعراض شديدة الأهمية من الناحية الطبية ويتطلب اهتماماً خاصاً لأن بعض الأمراض التي تسببه هي أمراض ذات خطورة كبيرة على الجهاز البولي، خصوصاً أورام المسالك البولية ومجرى البول بأنواعها، لذلك أفردنا لهذا العَرَض مقالاً منفرداً لشرح أسبابه وطريقة تشخيص السبب والتصرف السليم في كل حالة.
أسباب نزول دم في البول
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الدم في البول سواء مرئياً أو مجهرياً، بعض تلك الأسباب بسيط وبعضها الآخر خطير، والقائمة التالية تضم جميع أسباب البول الدموي:- التهابات مجرى البول (المثانة، الحالب، الكلية)
- تضخم البروستاتا في كبار السن
- سرطان البروستاتا
- حصوات المثانة والكلى
- الدورة الشهرية عند النساء
- التهاب البروستاتا
- سرطان المثانة، خصوصاً في المدخنين
- سرطان الكلية
- الأورام السرطانية في الطبقة المخاطية المبطنة لمجرى البول
- أدوية علاج تورمات المفاصل والعظام يُمكن أن تسبب نزول دم في البول
- ممارسة تمارين رياضية عنيفة
- أمراض الكلية
- إصابة الكلية في الحوادث
- الحمى الشديدة
- أمراض الدم التي تؤدي إلى زيادة القابلية للنزيف مثل نقص الصفائح الدموية أو الهيموفيليا
- استخدام أدوية السيولة
- أنيميا الخلايا المنجلية
أسباب أخرى:
- متلازمة "ألبورت"، وهو مرض وراثي يتميز بوجود خلل في أغشية القاعدة الكبيبية، مما يؤدي إلى تسرب الدم في البول.
- مرض غشاء القاعدة الرقيق (Thin basement membrane disease): مرض وراثي يتميز بترقق غشاء القاعدة الكبيبية، مما يؤدي إلى تسرب البروتين في البول.
- التهاب نفرونات الكلى الناتج عن عدوى المكورات العقدية (ستربتوكوكّس).
- الاعتلال الكلوي الناتج عن تراكم بروتين IgA في كبيبات الكلى، وهو مرض مناعي.
- التهاب الكلى الناتج عن مرض الذئبة الحمراء
- متلازمة غودباستشر (Goodpasture syndrome): مرض مناعي يتميز بوجود أجسام مضادة ضد أغشية القاعدة الكبيبية، مما يؤدي إلى نزيف في الرئتين والبول.
- تكيسات الكلى
- متلازمة كبيبات الكلى (Nephrotic syndrome)
مرض تكيسات الكلية |
عندما يعلم الطبيب أن المريض يعاني نزول الدم في البول، فإنه يُركز أول ما يركز على التأكد من أن سبب هذا الدم ليس من الأمراض الخطيرة، والخطوة الأولى هي عمل آشعة تلفزيونية (سونار) على البطن والحوض في أسرع وقت.
كيفية تشخيص سبب البول الدموي
كما ذكرنا أعلاه، فإن الهدف الأول للطبيب هو استبعاد أورام الجهاز البولي كونها أهم وأخطر أسباب البول المدمم، ل>لك فإن الخطوة الأولى لأي مريض بول دموي بعد معرفة التاريخ المرضي، هي "الآشعة التليفزيونية (السونار)" على البطن والحوض، خصوصاً في كبار السن.
أخذ التاريخ المرضي الهدف منه تحديد نسبة احتمال أن يكون المريض معرضاً لأورام المسالك البولية بأنواعها، ومن أهم الأسئلة التي تساعد في تحديد سبب النزيف ما يلي:
- العمر: تزداد احتمالات وجود اورام حميدة (تضخم البروستاتا) أو خبيثة (سرطان المثانة والبروستاتا) كلما تقدم الشخص في العمر
- الجنس: أورام المسالك البولية أكثر شيوعاً في الرجال عن النساء
- العادات السيئة: التدخين يعتبر من أهم عوامل الإصابة بسرطان المثانة
- التاريخ العائلي: أي إذا كان أحد أفراد العائلة قد أصيب بأي نوع من أورام الجهاز البلوي من قبل
- ظروف العمل: الأشخاص الذين يعملون في أماكن تُعرضهم لكيماويات مثل الأمينات الأروماتية والبنزينات (benzenes) يكونون أكثر قابلية لحدوث الأورام.
بعض العلامات التي تُساعد في التشخيص
التاريخ المرضي يُمكن أن نستخرج منه بعض المعلومات المهمة التي تُسهّل التشخيص، مثل:
- هل توجد كتل دم صغيرة (تجلطات) تنزل في البول؟ إذا كانت الإجابة "نعم" فالسبب غالباً خارج الكلية (في المثانة غالباً).
- هل يوجد حرقان في البول، كثرة دخول الحمام أو ارتفاع بدرجة الحرارة؟ يحدث في حالة التهاب مجرى البول خصوصاً في النساء.
- في الأطفال، وجود تورمات حول العين خصوصاً في الصباح مع زيادة الوزن وتغير لون البول إلى البني الغامق وقلة مرات التبول، يكون السبب في الغالب داخل الكلية (متلازمة النفرون).
- هل يوجد ألم أثناء نزول الدم في البول؟ إذا كانت الإجابة "لا" في شخص متقدم في السن، يجب الانتباه إلى استبعاد "سرطان الكلية" أولاً.
إذا ما استبعد الطبيب احتمال وجود ورم في المسالك كسبب للبول الدموي، فإنه ينتقل للبحث عن الأسباب الأخرى الأقل خطورةً مثل التهابات مجرى البول (يظهر صديد في تحليل البول) والحصوات، التي قد تحتاج إلى آشعة مقطعية لتحديد مكانها بدقة.
في الحالات التي يصعب تشخيص السبب فيها، يلجأ الطبيب إلى عمل منظار مثانة أو منظار حالب وكلية ليتمكن من فحص الأجزاء الداخلية من مجرى البول بدقة ويمكن أيضاً أن يستخدم المنظار في علاج أسباب النزيف.
علاج البول الدموي
يعتمد علاج نزول الدم في البول في الأساس على علاج السبب، بالتالي فإن التشخيص السليم هو الخطوة الأولى والأهم في تحديد خطة العلاج، فمثلاً:
- إذا كان سبب النزيف هو التهاب مجرى البول، فإن العلاج في الغالب سيكون بالمضادات الحيوية من مجموعة "كينولون"، مع كبسولات رواتينكس أو يورينيكس، ويُنصح المريض بإعادة تحليل البول بعد أسبوعين.
- إذا كان النزيف ناتجاً عن حصوات في مجرى البول، يطلب الطبيب آشعة مقطعية لتحديد مكان الحصوة وحجمها بدقة، وعليه يتم تحديد طريقة علاج الحصوة سواءاً أكان بالمنظار أو بالتفتيت أو بالجراحة أو غير ذلك.
- في حلات أورام المثانة أو البروستاتا أو الكلية: يتحدد العلاج حسب نوع الورم والمرحلة التي وصل إليها والحالة العامة للمريض، لمزيد من التفاصيل يُرجى زيارة مقالات شرح الأورام المذكورة في قائمة الأسباب أعلاه بالدخول إلى روابطها وقراءة التفاصيل.