ما تحليل البول؟ (بالإنجليزية: Urine analysis أو Urinalysis) هو مجموعة من الاختبارات الكيميائية والفيزيائية والمجهرية الحيوية التي تهدف لقياس ورصد عدد من المواد والخلايا وبعض المُخلّفات ونواتج عمليات الأيض والتصفية في البول، هذا طبعاً بالإضافة إلى رصد وتحديد الميكروبات المسببة لعدد من الأمراض.
هذا التقرير هو شرح تفصيلي موثق بالمراجع الطبية العالمية لكل شيء عن التحليل من حيث رموز تحليل البول الكامل بالصور ومعانيها وشروط واحتياطات عمل التحليل ومغزى المعلومات التي تظهر في النتيجة مثل معنى ++ epithelial cells فى تحليل البول وpus cells ومعنى اختصار hpf في تحليل البول ومعنى nil وCast وClarity وكل الرموز كما ستقرأ.
لماذا يُطلب تحليل البول الكامل؟ الهدف من إجراء هذا التحليل هو تشخيص ومتابعة ورصد عدد من الأمراض والاضطرابات التي تصيب الجهاز الإخراجي مثل أمراض الكلى والحالب والمثانة البولية والتهابات مجرى البول والأملاح والنزيف والعديد من الحالات الأخرى.
قبل أن نبدأ الشرح أردنا أن نوه إلى أن سعر تحليل البول غالباً يكون في المتناول ورخيص لأن المواد والجهاز المستخدم لتحليله سعرهما منخفض، فهو يبدأ من 20 جنيهاً مصرياً وتزيد حسب المعمل لكنه في المتوسط يدور حول 50 جنيهاً.
كيف يتكون البول ولماذا؟
يتكون البول في الكلى وتحديداً في الوحدة الوظيفية للكلية والتي تُسمى "نفرون" عن طريق عملية تنقية الدم وإعادة امتصاص المعادن والبروتينات والمواد الأخرى التي يُمكن أن يستفيد منها الجسم، وإخراج الزوائد في البول طبقاً لآليات معينة، وبذلك يتم تنظيم كمية الماء في الجسم.
بعد تجميع كل المخلفات التي لا يحتاجها الجسم من الدم في النفرون، تنقل إلى حوض الكلية ومنه إلى الحالب الذي يوصل البول إلى المثانة على شكل قطرات حتى تتجمع الكمية الحرجة التي تستثير العصب المسئول عن المثانة فيرسل الإشارات العصبية اللازمة للشعور بالرغبة في التبول لإخراج البول المحتوي على المخلفات عبر قناة مجرى البول.
ويختلف حجم ولون وتكرار البول طبقاً لكمية الماء بالجسم، بالإضافة إلى مكونات المخلفات، لكن اللون الغالب على البول هو الأصفر الأروماتي الفاتح، ويكون شفاف نسبياً، وتتغير خواصه الكيميائية والفيزيائية والحيوية أيضاً في حالة وجود بعض الأمراض كما سيأتي الشرح بالتفصيل.
الطريقة الصحيحة لجمع عينة البول
يُعتبر تحليل البول من التحاليل السهلة للمريض وللمعمل أيضاً، لكنه من أكثر التحاليل التي تخرج بنتائج خطأ نتيجة لعدم اتباع الإجراءات الصحيحة في أخذ العينة، والتي تكون كالتالي:
- الكمية: يُطلب من المريض إخراج كمية كافية من البول في كوب نظيف (يوفره المعمل المختص).
- توقيت العينة: يُمكن الحصول على العينة في أي وقت من اليوم، لكن العينة الصباحية (بعد الاستيقاظ مباشرةً) تكون مطلوبة في بعض الحالات لأنها تكون أكثر تركيزاً ويمكن رصد الأشياء غير الطبيعية فيها بسهولة.
- التعقيم: قبل إجراء العينة، يُنصح المريض بتنظيف الجهاز التناسلي وفتحة مجرى البول جيداً باستخدام مادة معقمة لقتل البكتيريا الخارجية، ذلك أن البكتيريا والميكروبات التي تتواجد على الأعضاء التناسلية يُمكن أن تلوث العينة وتؤثر على تقييم النتائج.
- بالنسبة للنساء والحوامل: إفرازات المهبل ودم الحيض يُمكن أن يُلوّثا العينة، وبالتالي يجب عليها أن تؤكد على تنظيف شفرات المهبل من الداخل والخارج جيداً.
- لا تتبول في الكوب أولاً: من المهم أيضاً أن تترك قطرات البول الأولى تنزل في المرحاض ثم تضع الكوب في منتصف البول حتى يمتليء ثم تُفرغ بقية البول في المرحاض مرة أخرى، والهدف من ذلك هو استبعاد الدفعة الأولى من البول التي تكون أكثر عُرضة للتلوث من الميكروبات الموجودة بالخارج.
- مدة صلاحية عينة البول: يجب ألا تزيد الفترة بين جمع العينة وتحليلها عن ساعة واحدة على الأكثر، وإذا لم تسمح الظروف بذلك، فإن تبريد العينة أو إضافة مواد حافظة سيكون إجبارياً وإلا ستصبح غير صالحة للتحليل أو ستخرج بنتائج غير صحيحة.
تفسير وتقييم نتائج تحليل البول
تفسير كيمياء البول
في الأشخاص الطبيعيين لا ينزل الزلال (البروتين) في البول وإن تواجد فإنه يكون بأرقام ضئيلة للغاية ولا تُذكر.
في الوضع الطبيعي، لا تظهر الكيتونات أبداً في البول.
- الصفراء (Bilirubin): النسبة الطبيعية للبيليروبين في البول هي "صفر". يظهر البيليروبين (جزء من العصارة الصفراوية) في البول في حالات انسداد القنوات المرارية والتهاب الكبد، وقد يظهر في البول حتى قبل أن تبدأ أعراض المرض في الظهور (مصدر). ويتكون البيليروبين أساساً من تكسير هيموجلوبين خلايا الدم الحمراء بواسطة الكبد.
- النيترايت (Nitrite): نسبة النيترايت في البول الأشخاص الأصحاء هي "صفر"، أما إذا زادت نسبته فهذا يعني احتمال وجود التهاب في مجرى البول، لأن العديد من أنواع البكتيريا يُمكنها تحويل "النايتريت" (Nitrate) الموجود بشكل طبيعي في مكونات البول إلى "نايترايت" (Nitrite). عدم وجود Nitrite في البول لا ينفي وجود التهابات في مجرى البول لأنه توجد أنواع من البكتيريا المسببة لا تستطيع تحويل "النايتريت" إلى "نايترايت".
- الكثافة (Specific gravity): هذا العامل يقيس قدرة الكلى على تركيز البول، وهو عبارة عن مقارنة بين تركيز الذوائب في البول وبين المياه النقية، وتعتبر كثافة البول علامة على مدى توفر الماء في الجسم، وهي في الوضع الطبيعي تكون حوالي 1.020-1.025، وإذا زادت عن 1.035 فمعناه أن البول مركز ويوجد نقص في الماء.
تفسير بيانات التحليل المجهري (الخلايا والبلورات)
في الأشخاص الطبيعيين تظهر بعض خلايا الدم الحمراء بعدد ضئيل هو 0-2 خلية لكل مجال مجهري مكبر.
خلايا الصديد (Pus cells)
- الخلايا الظهارية (Epithelial cells): في الأشخاص الأصحاء، تنزل القليل من الخلايا الظهارية في البول بشكل طبيعي (تلك هي الخلايا المبطنة لجدار قناة مجرى البول أو المثانة. زيادة عدد الخلايا الظهارية قد يكون مؤشراً على وجود التهابات أو عدوى أو حتى أورام في مجرى البول.
- الطفيليات (Parasites): الطبيعي أنه لا توجد طفيليات في البول، وإذا وُجدت فمعناه أن العينة قد تلوثت به من الخارج وهذا يحدث في النساء خصوصاً نتيجة تلوث البول من المهبل الذي يُمكن أن يحتوي هذا الطفيل.
- القوالب المصبوبة (Casts): في الطبيعي تكون قليلة (0-5 قالب لكل م م م) وهي مواد تأخذ شكل اسطوانات على شكل أنابيب الكلية، ويزداد عددها بممارسة الرياضات العنيفة. أما الزيادة الكبيرة في أعداد تلك القوالب فهي تُشير إلى وجود مرض ما في الكلية.
تفسير الخواص الفيزيائية العامة
الشفافية (Clarity)
تفسير الرموز الفنية (غير الطبية) في تحليل البول
- رمز HPF: يعني "مجال مجهري مكبر" وهو يستخدم كوحدة مساحة لتجزئة المجال العام لتحليل البول وعدّ الخلايا الموجودة فيه سواء كانت خلايا صديد (Pus cells) أو خلايا دم حمراء (RBCs) أو غيرهم.
- رمز NIL: هذا الرمز يُقصد به "صفر" ووجوده أمام أي علامة مما سبق شرحه أعلاه يعني أن تلك الخلايا أو الأملاح أو غيرها غير موجودة في البول.
- رمز Normal trace: يعني الكمية الضئيلة بالنسبة الطبيعية ولا توجد مشاكل.