الورم الوعائي الليفي هو ورم حميد يُصيب البلعوم الأنفي ويظهر في تجويف الأنف. ورغم أنه ورم غير خبيث (غير سرطاني)، إلا أنه يُمكن أن يتمدد سريعاً وبشكل مكثف إلى العديد من الأعضاء المجاورة في الجمجمة بما فيها الجيوب ومدار العين والمخ نفسه.
هذا الورم الليفي يصيب البالغين في عُمر 14-25 سنة (يُسمى "الورم الليفي الشبابي). وهو يُصيب الذكور بنسبة أعلى كثيراً من الإناث. بل إنه نادراً ما يُشاهد في النساء.
ويُمثل الورم الوعائي الليفي نسبة 0.5% من أورام الرأس والعنق مُجتمعة، إي إنه يًصيب 1 من بين كل 150 ألف فرد، وتتمثل ذروة انتشاره في سن البلوغ.
ويُمكن أن يصيب ورم البلعوم الأنفي الليفي الوعائي الأطفال الصغار وكبار السن أيضاً لكن بنسبة أقل من الشباب، ويفسر العلماء زيادة نسبة الإصابة بهذا الورم في الرجال بنسبة أكبر كثيراً من النساء بأنه يعتمد على هرمون الذكورة "تستوستيرون والآخرين".
في أغلب الأحيان، عندما يبلغ المُصاب بالورم الليفي الوعائي سن ال20 سنة، يبدأ الورم في الانكماش بشكل غامض، وفي حالات نادرة يستمر الورم حتى الثلاثينات.
ما أسباب حدوث الورم الوعائي الليفي؟
لم يستطع العلماء حتى تلك اللحظة تحديد الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى ظهور الورم الليفي بالبلعوم الأنفي. فرغم أنه ليس مرضاً وراثياً، إلا أن الأطفال الذين لديهم أب أو أم أو أحد أفراد العائلة مصاب بمرض السلائل الأنفية يكونون أكثر احتمالاً للإصابة بالورم الليفي من غيرهم.
بسبب تركيز الورم على إصابة الذكور دون الإناث، يعتقد العلماء أنه متعلق بإفراز هرمونات الذكورة، لكن هذا لم تؤكده الدراسات حتى تلك اللحظة، وهناك بعض الفروض النظرية الأخرى مثل احتمالات وجود تشوهات واضطرابات في الأوعية الدموية.
ما هي أعراض ورم البلعوم الأنفي الحميد؟
في المراحل المبكرة من المرض، ربما لا يشعر مرض الورم الليفي بأية أعراض، لكن مع تطور ونمو الورم تنتج الأعراض التالية:
- انسداد الأنف (80-90% من الحالات)
- رعاف (نزيف من الأنف في 45-60% من الحالات) ويكون من منخر واحد والنزيف يكون غزيراً ومتكرراً كل فترة
- صداع (25%) خصوصاً إذا حدث انسداد في الجيوب الأنفية
- تورم (انتفاخ) بالوجه (10-18%)
- سيلان بالأنف، من منخر واحد غالباً
- ضعف حاسة الشم
- صمم في إحدى الأذنين، وألم بالأذن
- تورم الحلق وتشوه الخد في الجانب الذي يحتوي الورم
- صعوبة في التنفس بسبب انسداد الأنف
- قد يصل في بعض الحالات إلى حد اضطراب الرؤية المزدوجة نتيجة للضغط على عصب العين
كيف يتم تشخيص ورم البلعوم الأنفي الحميد وما الفحوصات المطلوبة؟
بالإضافة إلى التاريخ المرضي الذي يسأل عنه الطبيب ثم الفحص السريري، توجد العديد من الفحوصات اللازمة لتأكيد التشخيص، وهي كالتالي:
- الفحص بواسطة منظار الأنف: يفحص الطبيب الحالة بالمنظار مبدأياً
- الآشعة المقطعية: مهمة جداً في ترسيم التغيرات التي تطال العظام
- رسم أوعية: آشعة على الأوعية الدموية لتحديد الأوعية المُغذية للورم
- آشعة بالرنين المغناطيسي: مفيدة جداً في تحديد انتشار الورم وتمدد الورم إلى الأعضاء المجاورة
الإجراءات السابق ذكرها كافية للتشخيص مع الفحص السريري، أما أخذ عينة من الورم فهو ممنوع في تلك الحالة لأنه يُمكن أن يُسبب رعاف (نزيف من الأنف) شديد، لكن بعض المدارس الطبية الأجنبية تقول إن أخذ العينة يُمكن أن يكون الخيار الأخير لتأكيد التشخيص.
ما هو علاج الورم الليفي الوعائي في البلعوم الأنفي؟
- الاتجاه الحديث في علاج الورم الليفي هو استئصال الورم عن طريق المنظار، بواسطة جرّاح الأنف والأذن والحنجرة.
- على الرغم من التقدم الذي تشهده المناظير الجراحية هذه الأيام، إلا أن الكثير من الجراحين مازالوا يفضلون المردسة القديمة في العلاج عن طريق استئصال الورم بالجراحة المفتوحة بأكثر من أسلوب اعتماداً على حجم الورم.
- من الضروري إجراء عملية انصمام (سد) للأوعية الدموية المغذية للورم قبل إجراء جراحة الاستئصال بحوالي 2-3 أيام لتقليل النزيف أثناء الجراحة.
- في حال كان الورم ضخماً، يُفضّل الأطباء عمل فتحة في القصبة الهوائية من الخارج خوفاً من استنشاق الدم وحدوث صرير بسبب التورم بعد العملية الجراحية.
- العلاج بالإشعاع لم يعد يُلجأ إليه هذه الأيام بسبب تأثيره المسرطن.
المتابعة بعد استئصال الورم الليفي
رغم أن جرّاح الأنف والأذن والحنجرة يستطيع استئصال الورم بالكامل بالجراحة حتى الأجزاء التي تنتشر نحو المخ وتضغط على الأعصاب المخية، إلا أن هناك احتمالية لظهور أورام جديدة في نفس المكان.
لذلك يُنصح بعمل متابعة سنوية مع الطبيب المختص حيث يُفحص المريض بالمنظار وقد يطلب له الطبيب بعض الفحوصات السابق ذكرها.