سرطانات الجيوب الأنفية والأنف هي خلايا أورام خبيثة تنمو في التجويف الداخلي للأنف والجيوب الهوائية، وهي للأسف من بين الأورام السرطانية الأسوأ في نسبة الوفيات بسببها، ويبلغ متوسط البقاء لمدة 5 سنوات بعد حدوث سرطان الأنف ـو ورم الجيوب الأنفية 30% فقط.
في الغالب تُكتشف أورام الأنف والجيوب الأنفية مبكراً نظراً لأنها تسبب أعراضاً شديدة وظاهرة لكن ما تزال تسبب مضاعفات في الأشخاص الذين يهملون العلاج في العموم، لكن هذا السرطان نادر في الأساس ويصيب عدد قليل من المرضى.
الأسباب والعوامل المساعدة ونسبة الحدوث
معني العامل المساعد: هو أي شيء يرفع نسبة حدوث المرض لدى أي شخص.الأسباب الحقيقية لسرطان الأنف وسرطان الجيوب الأنفية غير معروف حتى الآن، لكن هناك بعض العوامل المساعدة المعروفة مثل:
الأنواع الأخرى هي كالتالي:
أ. سرطان الجيب الفكي العلوي
أعراض نتيجة إصابة الفم وسقف الحنك:
- التعرض لتراب الخشب وأبخرة النيكل في المصانع يُعدان من أشهر الأسباب والعوامل المساعدة لنمو سرطانات الأنف والجيوب.
- الدخان المتصاعد من حرق الأخشاب أيضاً يُعتبر عاملاً مُساعداً.
- تمثل أورام الأنف والجيوب نسبة 3% من أورام الرأس والعنق، ونسبة 1% من كل سرطانات الجسم.
- الأورام السرطانية أكثر شيوعاً من الأورام الحميدة.
- تحدث في الذكور بنسبة أكبر من الإناث (حوالي الضعف بنسبة 2:1).
- طبقاً لمكان الحدوث، فإن سرطان الجيب الفكي العلوي هو الأكثر حدوثاً (60%)، يليه الجدار الخارجي للأنف (20%) ثم الجيب الغربالي (10%).
- الجينات: الطفرات التي تزيد من الخلايا المولدة للأورام أو التي تقلل نشاط الخلايا المثبطة للأـورام تجعل الشخص أكثر عُرضة للسرطان.
- الفيروسات: فيروس الورم الحليمي البشرب (HPV)، حيث تم استخلاص الفيروس من بعض أورام الأنف لكن حتى الآن لم تصدر أبحاث توضح مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع.
الأنواع الباثولوجية
- سرطان الخلايا الحرشفية (الطبقة المخاطية) هو الأكثر شيوعاً ويخرج من خلايا الطبقة المخاطية المُبطنة للتجويف الأنفي والجيوب الأنفية.
- الساركوما: وهو النوع الذي ينشأ من الطبقة التي تلي الطبقة المخاطية وتُسمّى طبقة النسيج الضامّ
- السرطان الغدّي
- سرطان الخلايا الميلانية
- الورم الحليمي المقلوب
الأعراض والعلامات
في عدد كبير من الحالات يتم اكتشاف الورم السرطاني بسبب الأعراض الشديدة التي يسببها كما ذكرنا.
تعتمد على مكان حدوث الورم السرطاني واتجاه انتشاره، وتُقسّم كالتالي:
- ألم غير مُفسّر في الأسنان.
- اتساع المسافات بين الأسنان وانكسارها وسقوطها.
- حدوث الناسور الفمي-الغاري.
- تورّم وتقرُّح سقف الحنك.
- إفرازات مُدممة (مصبوغة بالدم) من منخر واحد (ناحية واحدة من الأنف).
- انسداد أنفي في منخر واحد فقط.
- يشم المريض رائحة كريهة دائماً دون سبب.
- رعاف مستمر (نزيف من الأنف).
- قد تُرى كتلة ورمية ملتصقة بالجدار الخارجي للأنف وتكون متقرّحة وقابلة للتفتت بسهولة وسطحها ضامر (خلايا ميتة) وينزف بسهولة.
أعراض الانتشار في مدار العين
- إدماع العين (عين واحدة فقط).
- جحوظ العين: يكون للأعلى في حالة الورم الفكي العلوي، وعلى الجانب في حالة الورم الغربالي, ولأسفل ناحية الخارج في حالة أورام الجيب الجبهي (مقدمة الرأس).
- ازدواج الرؤية نتيجةً للجحوظ أو ضغط الورم عليها أو نتيجة شلل إحدى عضلات العين.
- شلل عضلات العين نتيجة إصابة الأعصاب الدماغية المحركة لها.
- ضعف البصر نظراً لإصابة العصب البصري في رأس المدار.
أعراض انتشار الورم في الوجه
- انتفاخ الوجه وتورمه.
- تقرُّح جلد الوجه.
- ضعف الإحساس في الوجه وألم وخدر في مناطق مختلفة منه نتيجة إصابة العصب تحت مدار العين.
أعراض الانتشار إلى الخلف (في العمق):
ب. سرطان الجيب الغربالي
- ضزز (كزاز): عدم القدرة على فتح الفم بسبب تقلص العضلات الجناحية.
- ضعف الإحساس في الوجه وسقف الحنك نتيجة إصابة العصب الفكي العلوي.
أعراض عصبية (إصابة الأعصاب):
- انتشار الورم إلى داخل المخ يُسبب صداعاً شديداً، قيء وزغللة وعدم وضوح الرؤية.
- إصابة العصب تحت مدار العين.
- إصابة العصب الفكي العلوي وما يُسببه من ضعف الإحساس.
- إصابة الأعصاب الدماغية رقم 3 و4 و5 في الشق البصري العلوي يؤدي لشلل عضلات العين.
- قد تُصاب الأعصاب الدماغية رقم 9، 10، 11 و12 إذا أصيبت العقدة خلف البلعوم بالورم.
أعراض إصابة العقد الليمفاوية
- المرحلة الأولى هي إصابة العقدة الليمفاوية خلف البلعوم الواقعة قرب الثقب الوداجي ثم يمتد الانتشار إلى العقد العنقية العميقة العلوية، ووصوله لهذه العقد الليمفاوية يُشير إلى أن السرطان في مرحلة متأخرة.
- العقد الليمفاوية تحت الفك السفلي يُمكن أن تتأثر إذا وصل الورم إلى سقف الحنك أو الشفاه.
- العقد الليمفاوية حول الأذن تتأثر في حالة وصول الورم إلى جلد الوجه.
- أعراض إصابة الأنف تحدث مبكراً.
- جحوظ العين ناحية الخارج وانتفاخ وتروم في موق العين.
- احتمالية امتداد الورم إلى داخل الدماغ والمخ ما يسبب تسرب السائل النخاعي.
- أعراض إصابة الأعصاب تحدث مبكراً، مثل الصداع الشديد.
- أعراض إصابة مدار العين أيضاً تحدث مبكراً مثل ازدواج الرؤية وضعف الإبصار.
تقسيم مراحل سرطان الأنف والجيوب
التقسيم المعروف لسرطانات الأنف والجيوب الأنفية هو الخاص بسرطان الجيب الفكي العلوي، كونه الأكثر شيوعاً بينما لا توجد أنظمة محددة لتحديد مراحل سرطانات الأنف والجيوب الأنفية الأخرى.
المرحلة 0 (سرطان في الطريق): في هذه المرحلة تنمو خلايا غريبة في تجويف الأنف والجيوب، وهي خلايا يُمكن تحديد أشكالها، ولا تهاجم الأعضاء المجاورة، لكنها بعد فترة يُمكن أن تتحول إلى أورام خبيثة وتهاجم الأعضاء القريبة والبعيدة.
المرحلة I: نموّ خلايا سرطانية في الطبقة المخاطية المبطنة لتجويف الأنف والجيوب فقط، ولا يمتد للطبقات التالية.
المرحلة II: امتداد الورم إلى عظام الجيب الفكي العلوي بما يشمل سقف الأنف وسقف الحنك، لكنه لا يصل إلى العظام الخلفية للجيب الفكي ولا إلى قاع الجمجمة.
المرحلة III: في هذه المرحلة يمتد الورم إلى العظام الخلفية للجيب الفك وإلى قاع الجمجمة ويمتد إلى الطبقات والأنسجة التي تحت الجلد، وإلى جيب العين والجيب الغربالي.
أو أن يصل الورم إلى غدة لميفاوية واحدة على نفس ناحية الرقبة التي ينمو فيها الورم ويكون حجم الورم والغدة أقل من 3 سم.
المرحلة VI: تنقسم المرحلة الرابعة إلى ثلاثة مراحل جزئية هي IVA وIVB وIVC أو 4أ، و4ب و4ج باللغة العربية.
مرحلة IVA أو 4أ: ينتشر الورم ليصل إلى عقدة ليمفاوية واحدة أو أكثر، على جانب واحد من الرقبة أو على الجانبين لكن يكون حجم الورم والغدد الليمفاوية المصابة لا يقل عن 3 سم ولا يزيد عن 6 سم، هذا بالإضافة إلى الانتشار إلى نفس الأعضاء المذكورة في المرحلة III.
مرحلة IVB أو 4ب: في هذه المرحلة ينتشر المرض إلى ظهر العين، المخ، الأجزاء الوسطى من الجمجمة، الأعصاب الدماغية، الجزء العلوي من البلعوم خلف الأنف، قاع الجمجمة.
أو أن يصل الورم إلى غدد ليفاوية مختلفة بحجم أكبر من 6 سم.
مرحلة IVC أو 4ج: وصول الورم إلى أي مكان بعيد عن الجيب الفكي وإلى الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى انتشاره إلى أعضاء أخرى بعيدة عن الوجه وهي المرحلة الأخيرة والأكثر سوءاً بالطبع.
التنبؤ بخط سير المرض ونسبة الوفاة
من المؤسف أن أورام الأنف والجيوب الأنفية ذات مسار سييء والأمل في الشفاء التام منها قليل، وتبلغ نسبة من يعيشون لمدة 5 سنوات بعد الإصابة بالمرض 30% فقط، وذلك للأسباب التالية:
- التشريح المعقد للجيوب الأنفية.
- وجود أعضاء حيوية مهمة قريبة من الجيوب.
- تشابه أعراض السرطانات مع أعراض الالتهاب المزمن للجيوب الأنفية يؤخر اكتشافها.
- الظهور المتأخر للأعراض (غالباً تكون المدة بين حدوث الورم وتشخيصه 6 أشهر).
فحوصات لتأكيد التشخيص
- الآشعة: الآشعة المقطعية والرنين المغناطيسي أساسيان للتشخيص، وتكون علامة "تآكل العظام" هي العلامة المبكرة لاكتشافه.
- الفحص بالمنظار: أي شخص يُعاني من أعراض جيوب أنفية متكررة وغير مفسرة يجب أن يُفحص جيداً بالمنظار.
- أخذ عينة من الورم.
- متابعة انتشار الورم للأعضاء البعيدة بالآشعة والسونار وغيره.
سرطان الأنف والجيوب آشعة-مقطعية |
رنين مغناطيسي |
علاج سرطان الأنف والجيوب الأنفية
- يلجأ الأطباء في الغالب إلى العلاج المزدوج بالجراحة والإشعاع.
- في حالة الاكتشاف المبكر يتم استئصال أجزاء من سقف الحنك وأجزاء من ظهر اللسان في حال الانتشار المحدود للورم.
- استصال جزئي للجيب الفكي العلوي في حالات الانتشار المحدود.
- في حالات الانتشار الكثيف، يتم استئصال الجيب الفكي بالكامل.
- تحفيف مدار العين واستئصال قشرة منه في حالة انتشار الورم إليه.
العلاج الملطف المخفف للآلام
في الحالات التي يحدث فيها انتشار مكثف للورم ووصوله إلى أجزاء وأعضاء حيوية صعب استئصالها (مثل انتشاره بشكل مكثف في قاع الجمجمة)، ووصول الحالة الصحية للمرض إلى درجة سيئة، وكون المريض في مرحلة عمرية متقدمة يتم اللجوء للعلاج الملطف.
ويكون العلاج المُلطف عبارة عن علاج كيماوي (قاتلة لخلايا السرطان)، أو العلاج بالإشعاع، وقد تُجرى بعض الجراحات لاستئصال أجزاء لتخفيف الآلام والأعراض، بالإضافة إلى إعطاء المريض مسكنات ألم قوية وتحسين تغذيته، والهدف من هذا العلاج هو تحسين جودة حياة المريض وليس علاج الورم.