تعريف فطريات الأنف: التهاب الجيوب الأنفية الفطري هو مصطلح يُستخدم لوصف أي حالة مرضية يكون أي نوع من الفطريات متواجداً كسبب لحدوث التهاب الجيوب الأنفية أو سبب لأحد أعراضها. وهو مرض نادر الحدوث في الأساس ويكثر في المناطق الصحراوية خصوصاً.
وقد ازداد حدوث التهاب الجيوب الأنفية الفطري في الفترات الأخيرة مع تطور الأدوات الهجومية للفطريات ومع تزايد الحالات التي تؤدي لتدهور مناعة الجسم وهي الحالات التي تجد فيها الفطريات فرصتها للانقضاض، هذا بالإضافة إلى الآثار المترتبة على الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية دون إرشاد الطبيب.
وقد ازداد حدوث التهاب الجيوب الأنفية الفطري في الفترات الأخيرة مع تطور الأدوات الهجومية للفطريات ومع تزايد الحالات التي تؤدي لتدهور مناعة الجسم وهي الحالات التي تجد فيها الفطريات فرصتها للانقضاض، هذا بالإضافة إلى الآثار المترتبة على الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية دون إرشاد الطبيب.
أسباب التهاب الجيوب الأنفية الفطري
يوجد العديد من الفطريات التي تسبب الالتهاب الفطري بالجيوب الأنفية لكن أشهرهم هو فطر العفن وفطر الخميرة، وتدخل الفطريات الدقيقة إلى الجيوب الأنفية عن طريق التنفس.
تتواجد أيضاً العديد من الفطريات بشكل دائم في الجسم وتكون خاملة لكنها تنشط فقط في حالات ضعف المناعة.
من أمثلة الأسماء العلمية للفطريات المسببة: كورفولاريا لوناتا "Curvularia lunata" و أسبريجيللوس فويجاتس "Aspergillus fumigatus" وهذه الأنواع تسبب النوع البسيط "غير المخترق". أما أنواع أخرى مثل ريزوبَس "Rhizopus" وريزوميوكور "Rhizomucor" فهي تسبب الالتهاب المخترق الخطير.
ما أنواع الالتهاب الفطري للجيوب الأنفية؟
يوجد أكثر من نوع وشكل للالتهابات الفطرية حسب مكانه من الغشاء المخاطي المبطن للجيوب الأنفية، ويمكن اختصار الأنواع كما يلي:أ. النوع غير المخترِق
يكون خارج نطاق الغشاء المخاطي، وينقسم إلى نوعين:
- الكرة الفطرية
- الالتهاب التحسسي الفطري
يخترق الطبقة المخاطية ويقع تحتها، وهذا النوع يمكن أن يمتد إلى المخ وإلى العينين وهنا تكمن خطورته العالية ويشمل نوعين هما:
- النوع الحاد المتفاقم
- النوع المزمن (المتراخي)
إذا أُهمل علاج النوع المخترق من التهاب الجيوب الأنفية الفطري فإنه يصبح مهدداً للحياة لأن هذه الفطريات يمكن أن تأكل نسيج الجيوب الأنفية وتصل إلى العينين وإلى المخ مباشرةً مسببةً أضرارً لا يمكن علاجها.
ما أعراض التهاب الجيوب الأنفية الفطري؟
توجد أعراض عامة مشتركة لكل أنواع التهاب الجيوب الأنفية الفطري وهي ما سنسردها هنا، ثم بعد ذلك سنعرض لأعراض كل نوع المميزة له منفصلةً، الأعراض العامة تشمل:
- ضعف حاسة الشم
- شم رائحة كريهة في الأنف
- ارتفاع درجة الحرارة
- تورم الأنف والتهاب الجيوب الأنفية
- احتقان الأنف مع الرشح المتكرر
- ألم ووجع في منطقة الجيب الأنفي خصوصاً عند لمس الخدود أو مقدمة الرأس
- صداع الجيوب الأنفية
أما المرضى أصحاب المناعة الضعيفة فإنهم يمكن أن يُصابوا بأعراض أشد خطورةً مثل:
- اضطرابات سلوكية ونفسية (اضطراب التفكير والمنطق)
- تغير لون الجلد (يمكن أن يتحول إلى اللون الأسود أو إلى الشحوب)
- ضعف الإحساس في الوجه
- جحوظ العين
- تورم وتضخم شديد في الخدين وحول العينين
- اضطرابات في حاسة البصر قد تصل إلى حد العمى
أ. الكرة الفطرية
أعراضه: سيلان وإفرازات أنفية وتنقيط خلفي من الأنف.
العلامات: يُشاهد الطبيب الإفرازات الخارجة من الأنف بالمنظار سواء الأمامية أو الخلفية.
الفحوصات: الآشعة المقطعية تُظهر وجود عتامة في ناحية واحدة من الجيب الفكي أو الوتدي، مع ظهور ظل معدني كثيف.
طريقة علاجه
ارتداد المرض بعد العلاج: غير شائع.
ب. التهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي
الأعراض:
- انسداد الأنف: غالباً يكون في منخر واحد ويتفاقم بالتدريج.
- إفرازات أنفية أمامية: غالباً تكون من منخر واحد، ومتماسكة وسميكة ولها رائحة كريهة.
- جحوظ العين: يحدث فقط في الحالات المتأخرة خصوصاً في الأطفال.
العلامات (كشف الطبيب):
- يُشاهد الطبيب سلائل (لحمية) أنفية متعددة، ذات ملمس رخو ولونها رمادي لامع، وتكون خارجة في الأغلب من الفتحة الوسطى، وعلى ناحية واحدة فقط من الجيب.
- إفرازات أنفية سميكة ومخاطية باللون الأصفر + ما يُطلق عليه الطين الفطري.
الفحوصات التشخيصية:
- منظار الأنف: يُظهر السلائل والطين الفطري والمخاط.
- الآشعة المقطعية: تُظهر وجود عتامة في ناحية واحدة من الجيوب المصابة مع وجود تكلس وبقع في آشعة الأنسجة الرخوة.
- عينة من السلائل: للتأكد من خلوها من الأورام.
العلاج الدوائي:
- استخدام غسول للأنف بمحلول الملح وغيره.
- كورتيزون موضعي وعن طريق الفم.
- علاج مناعي.
العلاج الجراحي:
- جراحة بالمنظار لإزالة السلائل وبقايا الفطريات.
- توفير تهوية وتصريف جيدين للجيوب الأنفية.
III. النوع المخترق سريع التفاقم
يحدث هذا النوع في المرضى أصحاب المناعة الضعيفة مثل مرضى السكري ومرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والمرضى الذين يتلقون العلاج الكيماوي والكورتيزون، وهو للأسف مرض خطير ومضاعفاته تصل لحد الموت.
الميكروب المسبب: فطر التعفن والذي يتسبب في حدوث تجلطات داخل الأوعية الدموية وغرغرينا.
خط سير المرض: يبدأ فجأةً ويتفاقم سريعاً ويسبب الوفاة في وقت قصير في الحالات التي لا يستطيع الأطباء التحكم بها.
أعراضه:
- مبكراً: صداع وألم في الوجه وارتفاع في درجة الحرارة.
- مؤخراً: انسداد أنفي في منخر واحد، وتحدث في هذه الحالة أعراض المضاعفات في العين ويمكن أيضاً أن تمتد للأعصاب الدماغية.
علاماته:
- يلاحظ الطبيب تحول أنسجة الأنف الداخلية للون الأسود، ويمتد السواد إلى قرنيات الأنف والحاجز الأنفي، ثم يتفاقم ويصيب سقف الحلق ويمتد للجلد الخارجي في الخدّ على الناحية المصابة.
- إفرازات أنفية كريهة الرائحة.
- امتداد العدوى للعين يمكن أن يسبب جحوظاً، شلل بعضلات العين وحتى العمى التام.
- امتداد الإصابة للأعصاب الدماغية يؤدي إلى شلل تلك الأعصاب، غيبوبة وحتى الموت.
الفحوصات التشخيصية:
1. آشعة مقطعية:
- مبكراً: تظهر عتامة في ناحية واحدة في قرنيات الأنف والجيب الغربالي.
- متأخراً: عتامة كثافة على جانب واحد تشمل كل الجيوب وتمتد حتى مدار العين والأعصاب الدماغية.
 |
| آشعة مقطعية توضح التهاب الجيوب الأنفية الفطري |
2. أخذ عينة: تظهر بها أنسجة ميتة بها غرغرينا وتظهر فيها الفطريات أيضاً.
علاجه:
علاجه:
- تطهير جراحي لإزالة جميع الأنسجة الميتة.
- يتم حجز المريض في المستشفى ومتابعة حالة الكبد والكلى مع إعطائه مضاد فطريات (Amphotericin B).
- معالجة المرض الأساسي الذي تسبب في تدهور المناعة.
كيف يمكن الوقاية من فطريات الأنف؟
من الصعب الوقاية من فطريات الأنف في الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في المناعة مثل مرضى الإيدز ومرضى السكر غير المعالج أو مرضى نقل الكلى الذين يتعاطون أدوية مثبطة للمناعة.
في هذه الحالات يجب أن يتابع المرضى مع الأطباء المعالجين ليقدموا لهم العلاج المناسب لأي حالة مبكراً حتى لا تتفاقم، ويجب الانتباه للعلامات التي تنذر بالخطورة أو وجود عدوى مثل:
- إذا كان لديك اضطراب أو حالة يمكن أن تسبب نقص المناعة
- إذا كنت قد أُصبت بعدوى فطرية في الماضي
- إذا اضطررت لتناول أدوية مثبطة للمناعة
المراجع
- Fungal Sinusitis Treatment & Management
- Fungal Sinusitis (Fungal Sinus Infection)
- Fungal Sinusitis Treatment & Management
- كتاب الأنف والأذن والحنجرة | كلية طب قصر العيني | جامعة القاهرة