التعريف: هو التهاب مزمن (أي يستمر لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر) في الطبقة المخاطية المُبطنة للجيوب الأنفية الموجودة في الجمجمة بمقدمة الرأس وأعلى الخدين ومن داخل الجمجمة، وغالباً يحدث التهاب في الأنف مصاحباً لالتهاب الجيوب الأنفية، وهو أحد الأمراض الشائعة في بلادنا ويُسبب مشاكل صحية وصعوبات في الدراسة والعمل للمصابين به.
الأسباب والعوامل المساعدة
الجيب الغربالي الأمامي هو مصدر العدوى وهو الذي ينقلها إلى الجيوب الأنفية الأخرى، وأشهر الميكروبات المُسببة للعدوى هي "العقدية الرئوية"، "موراكزيلا كاتاراليس" و "هيموفيلوس إنفلونزا" بالإضافة إلى بعض أنواع البكتيريا اللاهوائية.العوامل الممهدة لحدوث الالتهاب
1. انسداد الأنف كنتيجة لأحد الاضطرابات التالية:- التهاب الأنف التحسسي.
- حُبيبات الأنف (السليلة).
- انحراف الحاجز الأنفي.
- لحمية الأنف.
- تضخم قرنية الأنف الوسطى.
2. ضعف مناعة المريض ومقاومة جسمه للأمراض.
3. قوة شراسة الميكروب ومقاومته للمضادات الحيوية.
4. فشل علاج الالتهاب الحاد للجيوب الأنفية (تناول جرعات غير مناسبة من المضادات الحيوية، عدم إكمال العلاج، ..).
السن الذي يحدث فيه المرض: يُصيب البالغين أكثر من الأطفال، ويصيب الرجال والنساء بنفس النسبة، ومن حيث نسبة الحدوث عموماً فهو مرض شائع في نسبة كبيرة من البشر.
الجيب الأكثر عُرضة: الجيب الغُربالي هو الأكثر عرضة للالتهاب يليه الجيب الفكي العلوي ثم يأتي جيب مقدمة الرأس والجيب الوتدي هما الأقل عُرضة.
أعرض الالتهاب المُزمن للجيوب
- إفرازات خلف الأنف وتكون صديدية، سميكة ويُصاحبها سُعال.
- إفرازات من مقدمة الأنف، قد تكون من منخر واحد أو من المنخرين حسب التأثر، وقد تكون مخاطية أو صديدية أو سميكة.
- انسداد الأنف، أيضاً قد يكون في ناحية واحدة او في الناحيتين، جزئياً أو كاملاً.
- صداع: غالباً بين العينين، يمكن أن يكون تحت أو فوق العين حسب الجيب الملتهب، وهو صداع عميق مُضجر يزيد عند الحزق وما شابه، ويُمكن ان يكون دورياً في حالة التهاب جيب مُقدمة الرأس.
ملحوظة: التهاب الجيوب الناتج عن مشاكل الأسنان يُصاحبه عادةً إفرازات أنفية كريهة الرائحة.
- أعراض عامة في الجسد ناتجة عن وجود بقعة صديدية، فيشعر المريض بارتفاع طفيف في درجة الحرارة، صداع، سقم عام، إرهاق سريع مع أي مجهود وفقدان للشهية.
- يمُكن أن يتسبب ما سبق في حدوث التهابات بالأعصاب، التهاب القزحية، روماتيزم، التهاب البروستاتا، التهاب المبايض، التهاب المفاصل والعظام.
- انتشار العدوى إلى أعضاء أخرى فمثلاً يمكن أن يُصاب المريض بالتهاب الأذن الوسطى، التهاب البلعوم والحنجرة وحتى عدوى في الرئة والصدر عموماً.
- أعراض المضاعفات إن حدثت سواء داخل أو خارج الدماغ.
العلامات (كشف الطبيب)
- إفرازات صديدية: من فتحة الأنف الوسطى بشكل أساسي.
- احتقان الغشاء المخاطي للأنف غالباً حول الفتحة الوسطى.
- حبيبات صغيرة (سليلة) ذات لون زهري وناعمة وتخرج بالأساس من الفتحة الوسطى أيضاً.
الفحوصات المطلوبة لتأكيد التشخيص
- منظار الأنف: يُشاهد الطبيب العلامات السابق ذكرها بالأعلى.
- آشعة مقطعية: تظهر عتامة على الجيب المتأثر ومنطقة المدخل.
- مزرعة بكتيريا للإفرازات لتحديد الميكروب المُسبب واختيار المُضاد الحيوي المناسب.
- الإضاءة العابرة: الجيب المُصاب يُظهر عتامة مقارنةً بالجانب الآخر.
علاج الالتهاب المُزمن للجيوب الأنفية
أ. العلاج الدوائي:
- مضادات حيوية: أوجمنتين مثلاً أو بدائله، لكن الأفضل وصف المُضاد الحيوي المناسب حسب نتيجة المزرعة.
- مُسكنات ألم: باراسيتامول المخلوط بأدوية مضادات الاحتقان يُعتبر مسكناً جيداً وآمنا ويُخفض درجة الحرارة أيضاً.
- نقط أنف مضادة للاحتقان: تؤخذ لمدة 3 أيام وأقصى مدة 5 أيام لتفادي الاحتقان المرتد.
- مُذيبات بلغم (أ.سيستايين مثلاً).
- محاليل وبخاخات للأنف للتنظيف وتخفيف الاحتقان (ربما نلجأ للكورتيزون الموضعي).
بـ. العلاج الجراحي
- يتم اللجوء إليه فقط في حالة فشل العلاج الدوائي المُكثف ويتم التأكد بواسطة منظار الأنف والآشعة المقطعية.
- جراحة الجيوب الأنفية عبر المنظار هي العملية الأمثل والمستخدمة حالياً.
عملية الجيوب بالمنظار تشمل الآتي:
- استئصال السليلة عبر السكينة الحالقة للمنظار.
- استئصال الجيب الغربالي.
- توسيع فتحة الجيب الفكي العلوي (الصدغي).
- تنظيف الجيب الجبهي الأمامي واستئصال الطبقة المخاطية التالفة والسلائل.
- توسيع فتحة الجيب الوتدي.
- علاج العوامل المُهيئة والوقاية منها مهم جداً.
محلوظة: في الماضي كانت توجد عمليات جراحية أخرى لعلاج الجيوب الأنفية مثل الثقب والتنظيف أو توسيع الفتحات عبر الأنف واسئصال الجيب الغربالي عبر فتحة من الخارج، كل هذه العمليات لم تعد تجرى حالياً مع تقدم المناظير ونتائجها الجيدة، وكونها أقل مخاطرةً.