يلاحظ الكثير من الآباء خروج دم وصديد من الأذن لدى أطفالهم، وقد تختلف أنواع إفرازات الأذن من صديد الأذن إلى الإفرازات المخاطية والدم وحتى الإفرازات المائية في حالات تسرب السائل النخاعي، ومن الناحية الطبية يُطلق على كل تلك الأشياء التي تخرج من القناة السمعية "إفرازات الأذن".
إفرازات الأذن وأهمها صديد الأذن والدم هي عبارة عن سوائل تخرج منها في حالات مرضية مختلفة، وهي منتشرة عند الأطفال بنسبة أكبر من الكبار، وتختلف أنواع الإفرازات حسب نوع المرض المسبب لها وتتدرج من إفرازات مائية صافية وحتى الإفرازات الصديدية الثقيلة، والتي تخرج إما عبر ثقب في طبلة الأذن أو عبر أنابيب التهوية التي يتم تركيبها جراحياً.
أنواع وأسباب إفرازات الأذن
تختلف أنواع الإفرازات التي تخرج من الأذن باختلاف مصدرها وسببها، ومن الناحية الطبية يمكن تقسيم أنواع الإفرازات كما يلي:
هذها النوع يكون مصدره سوائل المخ والنخاع الشوكي، ويحدث للأسباب التالية:
- الإصابات والحوادث: مثل حالات كسر قاع الجمجمة وحالات استئصال عظمة الركاب
- أورام الأذن والمخ
2. إفرازات مصلية
وهي عبارة عن سائل ملون لكنه ليس صديداً وأسبابها كالتالي:
- الالتهاب الفقاعي لطبلة الأذن
- التهاب الجلد الحساسي للأذن الخارجية
3. إفرازات مخاطية متقيحة وأسبابها:
- الالتهاب الحاد للأذن الوسطى
- النوع الخاص بالطبلة من الالتهاب المزمن للأذن الوسطى
ويُسميها عامة الناس "صديد الأذن" وهي التي تنتج عن عملية مناعة الجسم ضد البكتريا المقيحة، وأشهر أسباب خروج صديد من الأذن عند الأطفال ما يلي:
- الورم الحميد للأذن الوسطى
- التهاب الأذن الخارجية والدمامل
- الأورام الخبيثة بالأذن الوسطى
- التهاب الأذن الوسطى مع ثقب الطبلة
- وجود جسم غريب في الأذن الخارجية
- نقص المناعة
5. إفرازات دموية
وتحدث في الحالات التالية:
- وجود جسم غريب داخل الأذن الخارجية، أو حدوث جروح بها
- حوادث كسر قاع الجمجمة
- حوادث انفجار طبلة الأذن
- الالتهاب الفقاعي لطبلة الأذن
- الأورام الحميدة والخبيثة
- انفجار طبلة الأذن
حالة انفجار الطبلة وخروج دم من الأذن |
ما أخطر سبب طبي لخروج صديد أو إفرازات أخرى من الأذن؟
لحسن الحظ أن غالبية أسباب خروج الصديد أو أنواع الإفرازات الأخرى من الأذن هي أسباب حميدة خصوصاً في الأطفال، وفي الكبار أيضاً لكن بعض الأسباب قد تكون خطيرة لدى كبار السن.
ويوجد سببان طبيان هما الأخطر ويتسببان في خروج صديد من القناة السمعية وهما التهاب الأذن الخارجية الخبيث (الناخر) وسرطان الأذن الخارجية وهم يتطلبان اهتماماً خاصاً وفحوصات مختلفة.
ما علامات الخطر التي يجب الانتباه لها عند خروج صديد أو إفراز من الأذن؟
عند فحص مريض (طفل أو بالغ) يُعاني من نزول إفرازات عبر القناة السمعية، لا بد أن يُعطي الطبيب اهتماماً خاصاً للتاريخ المرضي خصوصاً النقاط التالية:
- وجود جرح في الرأس (الجمجمة) منذ فترة قريبة
- ظهور علامات إصابة أي من الأعصاب المخية الإثنى عشرة، بما في ذلك العصب السمعي (الثامن) مثل فقدان السمع (الصمم) أو فقدان حاسة التذوق أو شلل نصف الوجه (العصب السابع).
- ارتفاع درجة حرارة الطفل
- احمرار الأذن من الخارج أو احمرار المنطقة المحيطة بها
- إذا كان المريض مصاباً بمرض السكري أو أي مرض يتسبب في ضعف المناعة
عند فحص الطبيب للطفل بواسطة منظار الأذن، سيلاحظ وجود ثقب (خرم) في الطبلة، أو وجود أنابيب تهوية سبق تركيبها له، وإذا لم يكن كذلك فإن السبب سيكون في القناة السمعية (الأذن الخارجية) سواء التهاب أو دمل أو جسم غريب أو أي من الأسباب السابق ذكرها أعلاه.
علاج صديد الأذن والإفرازات الأخرى
يتلخص علاج إفرازات الأذن عموماً في علاج السبب بعد تشخيصه بالطريقة الصحيحة، مع استبعاد الأسباب الخطيرة بالطبع، علماً بأن أغلب الحالات خصوصاً في الأطفال يكون سببها مرض حميد يسهل علاجه.
- حالات الأطفال الذين تم تركيب أنابيب تهوية في آذانهم من قبل غالباً تحتاج للعاج بقطرات أذن تحتوي مضادات حيوية ومضادات التهاب، وفي الغالب لا يحتاجون مضادات حيوية أقراص أو شراب.
- الأطفال الذين يُعانون من إفرازات الأذن، خصوصاً الصديدية، بدون وجود أنابيب تهوية غالباً يحتاجون إلى مضاد حيوي شراب بالفم أو أقراص، بالإضافة إلى القطرات.
- في حالات الحوادث، يكون الاهتمام الأكبر بجروح المخ والجمجمة لمعالجة تسرب السائل النخاعي مع ضرورة العرض على أخاصئيي المخ والأعصاب.
- بعض الحالات تحتاج فقط إلى تنظيف الأذن الخارجية في حالة وجود جسم غريب أو حشرة داخل الأذن
ما أفضل مضاد حيوي لعلاج صديد الأذن؟
السؤال الأكثر شيوعاً لدى الأباء يكون عن مضاد حيوي لعلاج صديد الأذن وما هو أفضل اختيار، ووجب أن ننوه إلى أن الأبحاث الطبية لم تحسم الجدل بشأن فعالية المضادات الحيوية في علاج صديد الأذن.
في دراسة حديثة بعنوان علاج إفرازات الأذن الصديدية بالمضادات الحيوية، تم التركيز في الدراسة على الإفرازات التي تخرج بعد تركيب أنابيب الأذن، جاءت نتائج الدراسة كما يلي:
- انخفضت مدة خروج صديد من الأذن بالأخص من أنابيب التهوية بعد استخدام المضادات الحيوية التي تحتوي أموكسيسيللين + حمض الكلافيولانيك مثل أوجمنتين.
- اختفت الإفرازات بعد مرور 7 أيام من استخدام المضادات الحيوية من المجموعة المذكورة في 28 طفلاً من أصل 34 تناولوا أوجمنتين أو بدائله.
- العلاج بالمضادات الحيوية كان عن طريق الفم.
- متوسط مدة نمو البكتيريا في سائل الأذن الوسطى انخفض إلى يوم واحد مقابل 8 أيام بدون علاج.
هل توجد قطرة لعلاج صديد الأذن؟
علاج صديد الأذن بالقطرات يكون فقط في حالات التهاب الأذن الخارجية مع التأكد من كون الطبلة سليمة، وفي هذه الحالة يمكن وصف قطرة فيوتك مع كريم كيناكومب أو فتيل كيناكومب، ويجب أن يفحص الطبيب الأذن قبل استخدام القطرة للتأكد من سلامة الطبلة.
أما في الحالات التي يكون سببها التهاب الأذن الوسطى أو تلك الحالات التي يصاحبها ثقب في الطبلة، فيُمنع فيها استعمال قطرات الأذن، وبالتالي يجب عدم التسرع بإعطاء القطرات قبل زيارة الطبيب.
الملخص
- إفرازات الأذن قد تكون صديدية أو مائية أو مخاطية أو مصلية أو دموية
- أهم أسباب خروج صديد وإفرازات أخرى من الأذن تكمن في أمراض القناة السمعية والأذن الوسطى مع وجود ثقب في الطبلة أو أنابيب تهوية في الأطفال، لكن الأخطر هو حالات إصابات المخ التي ينتج عنها سائل شبيه بالماء (سائل نخاعي)
- تحديد نوع وشكل الإفرازات يُساعد كثيراً في تحديد سببه
- في مرضى السكر من كبار السن يكون سبب الصديد في الغالب التهاب الأذن الخارجية نتيجة ضعف المناعة
- التشخيص الصحيح للسبب هو سر العلاج
- من المهم جداً عدم إعطاء المريض أي علاج خصوصاً قطرات الأذن إلا بعد استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة المعالج، لاستبعاد ثقب الطبلة والأسباب ذات الخطورة المرتفعة.