دمِّل فتحة الأنف (المدخل أو الدهليز من الداخل) هو عبارة عن عدوى بكتيرية تُسبب التهاباً حادّاً في إحدى بُصَيلات الشعر الموجود بفتحة المنخر داخل الأنف، تُسببها البكتيريا المكورة العقدية (staphylococcus aureus) وهي حالة وإن كانت تبدو بسيطة وتُشفى تلقائياً في أغلب الأحيان، إلا أن لها مضاعفات -إن حدثت- فهي غاية في الخطورة نظراً لوقوع تلك المنطقة ضمن مثلث الخطر بالوجه والذي قد تمتد أى عدوى فيه عبر بعض الأوعية الدموية إلى المخ. يجب تفرقته من التهاب دهليز الأنف.
في حال عدم علاج خراج الأنف أو الدمل، فإن المريض يكون معرضاً لعدد من المضاعفات شديدة الخطورة مثل الالتهاب الخلوي في الوجه وتخثر الجيب الكهفي وما يتبعه من ارتفاع كبير في درجة الحرارة والتورم حول العين مع شلل الأعصاب الدماغية أرقام 3 و4 و5 و6 وأغلبهم وظيفته حركة العين والإبصار.
الأسباب: غالباً يحدث الدِمّل في الأنف نتيجة لما يلي:
الأسباب: غالباً يحدث الدِمّل في الأنف نتيجة لما يلي:
- كنتيجة لإصابة ميكانيكية مثل خدش الأنف أو جرحها مما يؤدي لدخول البكتيريا سريعاً لتلك المنطقة.
- في الأطفال نتيجة لعبهم وإدخالهم المتكرر لأصابعهم في أنوفهم.
- غالباً تكون البكتيريا المكورة العنقودية الذهبية هي المسبب لكنه يمكن أن يحدث نتيجة للإصابة ببعض الفيروسات أيضاً ثم يحدث بعده إصابة بكتيرية.
- يحدث في حالات تدهور مناعة الجسم مثلما في مرضى السكّري والمرضى الذين يتناولون أدوية تحتوي على "كورتيزون" لفترات طويلة وأيضاً في الحالات المصابة بأمراض نخاع العظم التي تُؤدي إلى تدهور في تصنيع خلايا الدم البيضاء، وأيضاً أمراض الكلى المزمنة.
أعراض وعلامات دمّل مدخل الأنف
الدمامل تحدث في أي منطقة في الجسم، لكن وجود الدمل في "المناخير" يعتبر إنذار خطر كبير يجب الانتباه له لتجنب امتداد العدوى إلى الجيب الكهفي المتصل بالمخ، لذا يُرجى الانتباه إلى الأعراض التالية ومراجعة الطبيب فوراً:
- العرض المعروف هو الشعور بالألم في الأنف مع تورُّم واحمرار فتحة الأنف.
- العلامات التي يُشاهدها الطبيب كثيرة، فهو يشاهد الدمّل كعقدة صغيرة محمرّة ذات ملمس ناشف محاطة بتورّم وتسبب ألماً للمريض عند لمسها.
- بعد فترة يُلاحظ الطبيب تضخم الدمّل وتغير نوع الألم إلى النوع "المتقلب" وقد يحدث أن يظهر للدمل "رأس مدببة" مثل الخراج.
- قد يتكرر الدمل والخراج في الأنف مرات عديدة في مرضى السكر وتدهور المناعة.
صورة توضح شكل خراج الأنف في الأطفال |
مُضاعفات دمّل دهليز الأنف
أغلب حالات دمامل الأنف بفضل الله تُشفى تلقائياً بدون علاج وتُخرج صديدها تلقائياً في مدخل الأنف، لكن في بعض الحالات قد تحدث بعض المضاعفات كالتالي:
- التهاب خلوي بالوجه.
- خراج في الحاجز الأنفي.
- تخثر الوريد/الجيب الكهفي (Cavernous sinus thrombosis): كما ذكرنا أن مدخل الأنف يقع ضمن مثلث أو منطقة الخطر في الوجه، فإن التهاب وتجلط الوريد الوجهي (Facial vein) ثم عن طريق أوردة العين ينتقل إلى الجيب الكهفي المتصل بالمخ.
تخثر الوريد الكهفي بسبب الدمل
آشعة مقطعية توضح دمل الأنف والتهاب خلوي في الوجه - خراج الأنف |
علاج دمامل الأنف
من المهم بدء علاج خراج الأنف مبكراً قدر الإمكان لتجنب المضاعفات شديدة الخطورة السابق ذكرها، وتوجد وصفة أدوية كما سنذكر، لكن العلاج الأهم هو المضاد الحيوي، ويبدأ العلاج به فوراً حتى دون انتظار لنتيجة تحليل مزرعة البكتيريا، والعلاج كما يلي:
- يصف الطبيب للمريض أي مضاد حيوي لخراج الأنف، لكن يجب أن يكون المضاد فعالاً ضد البكتيريا المسببة (S.aureus) مثل الأوجمنتين (ومشتقات الأموكسيسيللين) أقراص بالفم.
- إذا دعت الحاجة، يُمكن أن يصف الطبيب مضادات حيوية عن طريق الحقن مثل سيفترياكسون وأشباهه.
- توصف أيضاً مُضادّات حيوية موضعية (مرهم).
- قد يحتاج المريض لبعض المسكنات مثل البنادول أو الكيتوجيسيك مثلاً.
- يمكن ترطيب الدمّل بواسطة فوط ساخنة رطبة.
- تنظيف الأنف بمجلول ملحي.
- لا يُنصح بفتحه جراحياً لتجنب انتشار العدوى.
نسبة الشفاء من المرض كبيرة خصوصاً إذا بدأ العلاج مبكراً وبالخطة الصحيحة، ويعود الطفل طبيعياً تماماً بعد العلاج.
نصائح مهمة للوقاية من المضاعفات
- يجب تجنب عصر أو فعص الدمّل الأنفي لتفادي حدوث المضاعفات الخطيرة وأهمها تخثر الوريد/الجيب الكهفي.
- يجب عدم نتف الشعر الموجود بمدخل الأنف نهائياً.
- يجب إزالة القشور التي تتواجد في مدخل/دهليز الأنف.
- تجنب لمس أو حك الدمل.
- تجنب الأطعمة الحارة والحريفة والكربوهيدرات الزائدة والثمار الحمضية لأنها جميعاً تزيد من مخاط الأنف.