سماعة الأذن الطبية هي عبارة عن جهاز إلكتروني دقيق يوضع داخل الأذن أو خلفها، مهمتها تكبير الأصوات العادية إلى الحد الذي يُمكن للأصم او ضعيف السمع أن يسمعه بوضوح، مما يُمكنه من التواصل مع الآخرين والمشاركة بفعالية في الأنشطة اليومية العادية، ورغم ذلك فإن نسبة كبيرة ممن يحتاجونها (80%) لا يستخدمونها بالأساس.
الهدف من سمّاعات الأذن
السماعات الصناعية في غاية الأهمية للصغار والكبار من فاقدي السمع، لأنها تُعيد إليهم حاسة مهمة جداً تُساعدهم فيما يلي:- تطوير مهارات التحدث واللغات في الصغار
- تضخيم الأصوات العادية وتكبيرها ليستطيع الأصم سماعها والتفاعل معها وممارسة حياته بشكل طبيعي
- مساعدة المريض على سماع التحذيرات المهمة وإنذارات الخطر على الأقل
مكوّنات سماعة الأذن من الداخل
- ميكروفون: يلتقط الأصوات الخارجية ويحوّلها إلى طاقة كهربية.
- مُضخّم: مهمته تكبير ومضاعفة تلك الطاقة.
- جهاز استقبال: يُحوّل الطاقة الكهربية إلى طاقة صوتية بعد تضخيمها.
- مصدر للطاقة.
- جهاز التحكم: لتعلية وتوطية النغمة.
من المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من السماعات الصناعية؟
ليس كل مرضى الصمم يصلحون لارتداء سماعات الأذن لاستعادة حاسة السمع بالكامل، فهذه السماعات تُعطي أفضل نتائج في مرضى الصمم الناتج عن تلف خلايا الأذن الداخلية (القوقعة) التي تُسمى "خلايا شعرية".
وتلف تلك الخلايا يُمكن أن يحدث نتيجةً للأمراض أو الشيخوخة أو بسبب إصابة في حادث أو بسبب بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية من مجموعة "أمينو-جلايكوسايدز".
القليل من الخلايا الشعرية السليمة والتي نجت من التلف يُمكنها أن تلتقط الموجات الاهتزازية العالية التي تُصدرها السماعات الصناعية، ثم تحولها تلك الخلايا إلى إشارات عصبية ومن ثم تُرسلها إلى المخ كما يحدث في الشخص الطبيعي.
وكلما ازداد عدد الخلايا التالفة، كلما زادت الطاقة التكبيرية المطلوبة في السماعة، لكن توجد حدود لقوة التكبير لا يُمكن تخطيها، وبالتالي إن كانت نسبة تلف خلايا القوقعة كبيرة جداً، فإن السماعة الصناعية لن تفيد.
أنواع وأشكال سمّاعات الأذن
يوجد نوعان أساسيان: توصيل هوائي وتوصيل عن طريق عظام الأذن، ويندرج تحت النوع الأول أنواع أخرى مثل النوع الذي يوضع حول الأذن والآخر الذي يوضع بداخل الأذن.
أما بالنسبة لتصنيف السماعات حسب مكان وضعها، فهي كما يلي:
أنواع سماعات الأذن |
- سماعات خلف الأذن: وهي تتكون من غلاف بلاستيكي صلب يرتديه المريض خلف أذنه ومربوط بقطعة أخرى توضع داخل القناة السمعية (الأذن الخارجية) والأجزاء الإلكترونية كلها تكون في الجزء خلف الأذن. هذا النوع يصلح لجميع الأعمار وكل مستويات ضعف السمع. يوجد إصدار جديد من هذا النوع بحجم أصغر والقطعة الداخلية منه عبارة عن أنبوب دقيق يُثبّت بسهولة في القناة السمعية ولا تتسبب في إغلاقها بالكامل وبالتالي فهي الأصلح للمرضى الذين يُعانون من فرط تراكم الشمع.
- سماعات داخل الأذن: هذا النوع يُثبّت بالكامل داخل الأذن الخارجية، وهو مناسب للحالات البسيطة والمتوسطة بالنسبة لمقدار ضعف السمع وغلافها مصنوع من البلاستيك الصلب. توجد إصدارات أحدث من هذا النوع تحتوي إضافات مثل الملف الكهربي المغناطيسي الذي يجعل المريض يستقبل الصوت عبر دوائر الجهاز وليس عبر ميكروفون مما يجعل استقبالهم للصوت عبر الهاتف وفي المناطق المزدحمة أفضل كثيراً.
- سماعات داخل القناة السمعية: تُثبت داخل القناة السمعية الخارجية فقط، ويوجد منها نوعان، الأول يملاً القناة السمعية بالكامل، والثاني صغير ويختبيء داخل القناة ولا يكون ظاهراً للغير. كلا النوعين يصلح للحالات البسيطة والمتوسطة والمتوسطة العالية بالنسبة لمقدار فقدان السمع.
أفضل ماركات سماعات الأذن الطبية لضعاف السمع
توجد الكثير من الشركات التي تنتج السماعات الطبية في السوق العربية، ونحن لا يمكننا الجزم بأن ماركة معينة هي الأفضل، لكن بحكم خبرتنا مع مرضى ضعف السمع، نجد أن السماعات الدانمركية ممتازة جداً من حيث الجودة والأداء والنتائج، ونقصد السماعات المصنوعة في دولة "الدانمارك".
- السماعات التناظرية "Analog": تعمل عن طريق تحويل موجات الصوت إلى إشارات كهربية ثم تكبيرها بطريقة تناظرية (عكس الرقمية). هذه السماعة تضبطها الشركة المُصنّعة حسب توصية الطبيب لكل مريض بنظام مختلف عن المرض الآخر لأن لها أكثر من نظام برمجة. يُمكن لطبيب السمعيات أيضاً أن يعيد ضبط السماعة بواسطة الكمبيوتر، وبعض الشركات تتيح للمريض إمكانية تعديل السماعة بحسب البيئة المحيطة مثل التواجد في أماكن مزدحمة (وضع الاستاد مثلاً) أو أماكن هادئة وهكذا.
- السماعات الرقمية "Digital": تُحوّل موجات الصوت إلى شفرات رقمية مشابهة للشفرات الثنائية المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر ثم تكبير الصوت. ولأن نظام التشفير في هذه الحالة يُمكنه جلب معلومات حول شدة وحدة الصوت، فإنه يُمكن ضبط السماعة لتكبير بعض ترددات الأصوات وتجاهل ترددات أخرى ما يمنحها مرونة أكثر من السماعات التناظرية, وهي متاحة وتصلح لعلاج جميع أنواع المرضى.
أسئلة يجب أن تعرف إجابتها قبل شراء سماعة أذن طبية
قبل أن تُقدم على شراء سماعة طبية، يجب أن تستشير طبيباً (أخصائي سمعيات) وتسأله الأسئلة المهمة التالية:
- ما المميزات المخصصة التي يجب أن أبحث عنها في السماعة المطلوبة طبقاً لحالتي وقدراتي السمعية؟
- ما السعر المتوقع، والتكلفة النهائية للسماعة والصيانة, وهل إذا دفعت أكثر لشراء تقنية جديدة سأستفيد منها أم أنها غير مجدية لحالتي؟ لأن هناك الكثير من التقنيات الحديثة ترفع سعر السماعة لكنها قد تكون غير مهمة للكثير من المرضى.
- هل تمنحني الشركة المُصنّعة فترة تجربة للسماعة، وكم سأخسر إذا أعدتها؟ أغلب الشركات تمنح العميل فترة تجربة 30-60 يوماً، يُمكنه بعدها إعادة السماعة واسترداد أمواله إما كاملةً وإما ناقصة بعض الرسوم.
- كم تبلغ مدة الضمان، وهل يمكن تمديدها؟ وهل يُغطي الضمان مصاريف الصيانة والإصلاح خلال تلك الفترة؟
- هل يستطيع الطبيب إجراء الضبط الدقيق للسماعة, وإصلاح الأعطال البسيطة؟ وهل سيعطيني سماعة بديلة أثناء فترة الإصلاح؟
أحدث أسعار سماعات الأذن لضعاف السمع وأماكن البيع
يوجد تباين شديد في أسعار السماعات الطبية في الأسواق العربية والعالمية، ويزداد السعر كلما ازدادت التقنيات المستخدمة في التصنيع وخيارات المستخدم، كما أن المنتجات المحلية أرخص كثيراً من المستوردة.
فمثلاً، في السوق المصرية والسعودية تجد سماعات يبدأ سعرها من 250 جنيهاً مصرياً للمنتجات محلية الصنع، وتصل حتى 5 آلاف جنيهاً للسماعات المستوردة.
وعموماً، أسعار السماعات التناظرية (أنالوج) أرخص كثيراً من السماعات الرقمية، والمستوردة هي الأغلى وتبدأ أسعارها مما فوق 1500 جنيهاً مصرياً أو ما يعادلها بالعملات الأخرى.
يوجد الكثير من أماكن بيع سماعات الأذن فمثلاً في مصر تجدها متوفرة بكثرة في شارع قصر العيني بالقاهرة والسوارع المتفرعة منه، كما أنها متوفرة للشراء عبر الإنترنت في مواقع التسوق المعروفة مثل أمازون وسوق وجوميا.
بعض مشاكل السماعات الطبية وطُرُق التغلب عليها
يستغرق مرضى ضعف السمع بعض الوقت للتأقلم مع سماعات الأذن وتعلُّم الطريقة الصحيحة لاستخدامها وتغيير البطاريات وما شابه، ويجب أن ينصتوا جيداً لنصائح الطبيب حتى يحصلوا على أفضل نتائج ويتجنبوا الأضرار والمشاكل.
قد تواجهك بعض المشاكل عند ارتداء السماعات الطبية، والتالي بعض المشكلات الشائعة وطريقة التخلص منها:
- عدم الشعور بالارتياح أثناء ارتداء السماعة: بعض المرضى يصعب عليهم التأقلم ويشعرون ببعض الألم أو عدم الراحة أثناء وضع السماعة في الأذن، وهذه المشكلة تختفي تدريجياً بمرور الوقت، ويجب سؤال الطبيب عن الوقت اللازم للتأقلم.
- ارتفاع نبرة الصوت (صوتي عالي جداً): يُسمى هذا طبياً "تأثير الإغلاق" ويحدث بسبب كون السماعة تُغلق الأذن تماماً، فيسمع المريض صوته الشخصي عالياً بشكل مزعج، وقد تتطلب زيارة الطبيب مرة أخرى لإعادة ضبط الترددات، لكن أغلب المرضى يتأقلمون وتختفي المشكلة بمرور الوقت.
- سماع صوت صفير أو صدى: بعض السماعات تُحدث صوت صفير مرتد مع كل موجة ويكون السبب عدم ضبطها جيداً أو بسبب تراكم شمع الأذن فيها، والحل هو زيارة طبيب السمعيات لإعادة ضبطها.
- سماع صوت أزيز أثناء التحدث في الهاتف الجوال: هي إحدى المشاكل الشائعة الناتجة عن تداخل موجات الهواتف النقالة وتعمل شركات المحمول وشركات تصنيع السماعات على حلها، لكن ننصح بأخذ هاتفك معك في يوم شراء وضبط السماعة لاختبار المكالمات الصوتية وجودتها ومحاولة ضبطها للحصول على أفضل حل.
أسئلة شائعة وإجاباتها
نرحب بأسئلتكم واستفساراتكم عبر التعليقات المباشرة أسفل المقال (لا تحتاج إلى تسجيل) وسيجيب عليها أطباء الموقع في أقرب وقت بإذن الله، وهذه بعض الأسئلة المتكررة:
هل سماعات الأذن الطبية مضرة؟
عموماً، لا توجد أضرار ذات مغزى لسماعات الأذن الطبية، بل إن فوائدها عظيمة للمصابين بالصمم، لكن قد تحدث بعض الآثار الجانبية البسيطة عند ارتداء السماعات مثل:
- الطنين أو سماع صوت صفير في الأذن بصفة مستمرة
- الصداع
- بعض الألم أو الوجع حول الأذن
- الحكة أو الرغبة في الهرش في القناة السمعية
- صدى الصوت المبالغ فيه
هل السماعات الطبية تحسن السمع؟
بالطبع، وظيفة سماعات الأذن الطبية في الأساس هي تعويض المريض عن فقدان حاسة السمع في الحالات التي لا يمكن علاجها لا بالأدوية ولا بالجراحة، وبعض أنواع السماعات تجعل المريض يسمع بصورة أقرب إلى الطبيعي.