مرض الهربس المنطقي الأذني، والذي يُعرف أيضاً بسم "متلازمة رامسي هانت" هو عدوى فيروسية تُصيب الأعصاب الموجودة في الوجه بالقرب من الأذن مُسببة ألم شديد وطفح جلدي في مناطق متفرقة بالوجه والأذن، والهربس الأذني هو أحد مضاعفات داء "القوباء المنطقية"، وهو نادر الحدوث.
بالإنجليزية: Herpes zoster oticus أو "Ramsay Hunt Syndrome" وهو يمكن أن يُصيب الأذن الخارجية أو الوسطى أو حتى الأذن الداخلية.
ما أسباب الهربس الأذني النطاقي؟
ينتج هذا المرض نتيجة العدوى بفيروس يُسمّى فاريسيلا زوستر"varicella-zoster" وهو نفس الفيروس الذي يُسبب مرض "الجُدري"، وهو فيروس يتخصص بإصابة العقد العصبية بالوجه، ما يُفسّر سبب الألم الشديد الذي يشعر به المصاب، وهو منتشر بصورة أكبر بين كبار السن فوق 60 عاماً.
في العموم يدخل الفيروس إلى الدم، ويستقر في العقد العصبية (بالذات العقدة العصبية الخاصة بالعصب السابع)، ويمكن أن يستمر هناك للأبد دون أن يسبب لك المرض، لكنه ينشط فقط في حالة ضعف مناعة الجسم.
غالباً ما تتسبب الإصابة بهذا المرض في مناعة دائمة للمصاب به، ويُفترض ألا يُصاب به مرة أخرى مادامت مناعته طبيعية، لكنه يمكن أن يحدث أكثر من مرة في حالات ضعف المناعة.
أعراض وعلامات الهربس النطاقي الأذني
في أغلب الحالات يكون السبب الذي يجعل المريض يزور الطبيب في أسرع وقت، هو الألم الشديد الذي يُعانيه نتيجة تأثر أعصاب الوجه، وتفصيل الأعراض كالتالي:- ألم شديد في الأذن.
- فقاعات مملوءة بالسوائل تظهر في الوجه وحول الأذن (كما بالصورة).
- أعراض شلل العصب السابع، مثل عدم القدرة على إغلاق إحدى العينين، أو عدم القدرة على الابتسام أو نفخ الصدغ مثلاً.
- فقدان سمع عصبي في الأذن المصابة، ويمكن أن يستمر إلى الأبد.
- تغيّرات في حاسة التذوّق ربما تصل إلى حدّ فقدان القدرة على التذوق.
- ربما يحدث دوار حركي موضعي وغثيان وربما قيء أيضاً.
غالباً يحدث الألم الشديد قبل ظهور الطفح الجلدي بعدة ساعات أو أيام، وفي حالات متلازمة رامسي هانت يظهر الطفح الجلدي في أي وقت سواء قبل أو بعد أو مع الألم.
وغالباً يكون لدى المريض تاريخ سابق بالإصابة بمرض الجدري في سن الطفولة، ونسبة قليلة جداً (أقل من 10%) يُصابون بالهربس النطاقي أكثر من مرة.
علاج الهربس المنطقي الأذني
للعديد من السنوات، ظل علاج الهربس النطاقي هو علاج تدعيمي فقط (معالجة الأعراض والتأقلم) مثل استعمال الكمادات الساخنة، ومسكنات الألم المهدئة وحتى بعض المضادات الحيوية في حال نشوء عدوى بكتيرية فوق الفيروسية.
لكن في الفترة الأخيرة ظهرت العديد من مضادات الفيروسات التي أثبتت فعالية ضد المرض وأدت إلى تحسن ملحوظ في الأعراض وتقليل فترة المرض ومنع مضاعفاته.
والعلاج المتبع حالياً يكون كالتالي:
- مضاد فيروسات مثل ال Acyclovir، مع العلم أنه كلما بدأ العلاج بمضادات الفيروس مبكراً، كلما كانت النتائج أفضل، وقد خلصت الدراسات إلى أن تعاطي "مضاد فيروس مثل أسيكلوفير" قبل مرور 72 ساعة من ظهور المرض، يؤدي إلى تعافي العصب السابع ومنع حدوث مضاعفات عصبية أخرى.
- كورتيزون مثل "بريدسول" لمنع حدوث مضاعفات ما بعد الهربس في الأعصاب والأذن (مهم)، بالإضافة إلى تسكين الألم ومنع حدوث الدوار الحركي، بالإضافة إلى استعادة حيوية العصب السابع، وتقول الحكمة المستخلصة من الدراسة نفسها السابق الإشارة إليها أن استخدام Predsol مع Acyclovir هو أفضل حل لاستعادة وظيفة العصب السابع ومنع المضاعفات.
- مسكنات ألم: في الدول الغربية يصف الأطباء مسكنات من النوع المخدر (المهدئات) نظراً لشدة الألم المصاحب للمرض.
مع العلاج، تختفى العدوى خلال أسبوعين تقريباً ويتم الشفاء في أغلب الحالات.
علاج الهربس أثناء الحمل
في الغالب يكون علاج الهربس النطاقي في الحوامل هو نفسه في غير الحوامل، مع الأخذ في الاعتبار مراعاة جرعات الكورتيزون مع طبيب النساء والتوليد المتابع للحالة.
يُنصح بتناول تطعيم الفاريسيلا لكل الأشخاص في عمر فوق ال60 عاماً، حتى أولئك الذين أُصيبوا بمرض الجدري في صغرهم، لأن إصابتهم بالمرض في هذه السن ينطوي على مخاطر كبيرة.