يمكن تصنيف التهاب الأذن الخارجية إلى "محدود" و"منتشر" حسب إذا كان يشمل جزء محدود من القناة السمعية أم يؤثر على القناة السمعية بالكامل، وهو من الأمراض شائعة الحدوث.
في معظم الحالات فإن سببه يرجع إلى الإصابة بنوع أو أكثر من البكتيريا، أكثرها انتشاراً هي بكتريا سودوموناس الهوائية "Pseudomonas aeruginosa" (38% من الحالات)، ثم المكورات العنقودية الذهبية (17%) بالإضافة إلى أنواع أخرى من البكتريا مثل "البكتيريا العقدية - ستربتوكوكّس" و "بروتيوس" لكن بنسبة انتشار أقل.
يمكن لبعض الفطريات أيضاً أن تسبب التهاب الأذن مثل "أسبرجيللوس" و "كانديدا" (2-10%)، لكنها أكثر حدوثاً في المناطق الاستوائية والحارة، بالإضافة إلى المرضى الذين يتعاطون مضادّات حيوية واسعة المدى، وأصحاب الأمراض المزمنة التي تُضعف المناعة.
العوامل التي تزيد قابلية الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية
توجد بعض العوامل المساعدة التي لا تُسبب التهاب القناة السمعية مباشرةً، لكنها تُمهد الطريق للميكروبات المهاجمة، تلك العوامل هي:
- السباحة لوقت طويل في المياه الجارية.
- إكزيما الجلد، وأمراض الجلد الظاهرة الأخرى، وحساسيات الجلد المختلفة ومن ضمنها الحساسية ضد الكيماويات التي تستخدم في مساحيق التجميل وبعض أنواع الشامبو.
- الاستخدام المستمر للسماعات والأدوات الأخرى الملوثة بالأذن.
- حالات نقص المناعة، مثل مرض "السكّري".
- الطقس الحار الرطب
- الجروح الصغيرة من الهرش المتكرر
محاولات التنظيف اليدوي للأذن أو الهرش الشديد يمكن أن تنتج عنها تهتكات صغيرة في الجلد أو الغشاء المخاطي للقناة السمعية مع إزالة الشمع الذي يحميها، مما يعطي فرصة للميكروبات لعبور حاجز الشمع والجلد والدخول للطبقات الأعمق وبدء الالتهاب.
من الشائع أيضاً أن تتبقى قطع من القطن المستخدم في التنظيف وتستقر داخل الأذن الخارجية، فيحدث ضدها رد فعل شديد من الجلد ثم عدوى.
تؤدي العوامل السابق ذكرها إلى خسارة الطبقة الحامية مما يؤدي إلى اضطراب الغشاء المخاطي، وهو ما يسمح بدخول البكتيريا للطبقة المخاطية وتغيير حامضيتها ومن ثم بدء عملية الالتهاب.
يمكن أن يحدث التهاب القناة السمعية في أي مرحلة عمرية، ونسبة حدوث هذا المرض ليست قليلة، فإن الإحصاءات الطبية تشير إلى أن حوالي 10% من البشر يصابون به مرة على الأقل خلال حياتهم.
تزيد نسبة حدوث التهاب الأذن الخارجية في شهور الصيف مقارنةً بالشتاء ويُمكن إرجاع ذلك إلى ارتفاع نسبة الرطوبة في الأجواء الحارة بالإضافة إلى انتشار السباحة في المسابح العامة في هذا الشهور.
التعرض السابق للإشعاع يمكن أن يسبب نقص التغذية الدموية للقناة السمعية، ويغير تكوين شمع الأذن وربما يسبب تغيير في خلايا الطبقة الظهارية (الغشاء المخاطي)، مما يمهد الطريق لحدوث الالتهاب.
أنواع التهاب الأذن الخارجية
بحسب التصنيف الطبي، يوجد أكثر من نوع لالتهاب القناة السمعية الخارجية، وتُصنف الأنواع حسب مدى انتشار المرض والمنطقة المتأثرة والأسباب كما يلي:
- الالتهاب المنتشر: وهذا يشمل كامل القناة السمعية، وهو الأكثر انتشاراً، خصوصاً بين السباحين ومرتادي الشواطيء.
- الالتهاب المحدود (دمل الأذن الخارجية): وهو عبارة عن خُرّاج صغير (دمل) ينمو في منطقة محدودة من القناة السمعية حول إحدى بصيلات الشعر.
- التهاب الأذن الخارجية المزمن: نفس أعراض الالتهاب المنتشر لكنه يستمر لمدة أطول من 6 أسابيع.
- التهاب إكزيمي: يحدث كأحد مضاعفات الأمراض الجلدية المختلفة مثل الذئبة الحمراء والصدفية وإكزيما الجلد.
- الالتهاب الخبيث (الناخر) للأذن الخارجية: أخطر الأنواع، حيث يمتد الالتهاب إلى الأنسجة العميقة للقناة السمعية وكأنه "ينخر" حتى العظم، ويحدث بنسبة أكبر في كبار السن من أصحاب الأمراض المزمنة التي تُضعف المناعة.
- الالتهاب الفطري (فطريات الأذن): وهو النوع الذي يحدث عند ضعف المناعة أيضاً لكن بسبب الفطريات.
 |
| التهاب أذن خارجية بسيط - الدرجة الأولى |
يجب على الطبيب التفريق بين التهاب الأذن الخارجية وكل من فطريات الأذن والتهاب الجلد الاحتكاكي والالتهاب الصديدي المزمن للأذن الوسطى، بالإضافة إلى سرطان الأذن الخارجية وهو مرض نادر.
أعراض التهاب الأذن الخارجية المنتشر
العَرَض الأهم هو الألم الذي يشعر به المريض، والأعراض بالتفصيل كما يلي:
- ألم شديد في الأذن بالأخص عند مضغ الطعام وقد تتدرج شدة الألم ويتطور على مدار يومين في الغالب
- ضعف السمع إلى حد "الصمم" في الأذن المصابة بسبب التورّم والانتفاخ
- ظهور إفرازات صديدية ذات رائحة كريهة
- هرش وحكة في القناة السمعية
- بعض الحالات يُصاحبها التهاب خلوي وتورم في الوجه
- ألم عند تحريك الجزء الخارجي من الأذن (بواسطة الطبيب)
- التهاب الغدد الليمفاوية المحيطة بالأذن وتضخمها
- طنين الأذن في بعض الحالات
طريقة الوقاية، ماذا يجب أن نفعل عند السباحة؟
نظراً لشدة الألم الذي يُصاحب التهاب الأذن الخارجية ومضاعفاته، فإنه يجب التعريف بوسائل الوقاية منه خصوصاً في الأطفال وكبار السن، ومن بين إجراءات الوقاية ما يلي:
- يُنصح باستخدام سدادات الأذن أثناء السباحة
- بعد الخروج من المسبح, يُنصح بالتخلص من الماء الذي دخل إلى الأذن بواسطة مجفف الشعر مع التركيز على وضع الجهاز على أقل سرعة له
- تجنب تنظيف الأذن ذاتياً (دون استشارة الطبيب) أو الهرش المتكرر فيها
- يُنصح باستخدام محلول Acetic acid 2% "قطرات للأذن" 2-5 مرات بعد الخروج من المسبح
- على مرضى "السكّري" أن ينتبهوا إلى ضبط جرعات علاجهم
علاج التهاب الأذن الخارجية المنتشر
القاعدة في التهاب القناة السمعية هي "العلاج الموضعي" عن طريق الكريم وربما القطرة، خصوصاً في الدرجتين الأولى والثانية (الالتهاب البسيط والمتوسط).
يجب اتباع تعليمات الطبيب المعالج والالتزام بالعلاج طوال المدة التي يحددها لتفادي المضاعفات.
السبب الأشهر لفشل أو تأخر علاج التهاب الأذن الخارجية هو عدم فهم المريض لطريقة وضع الأدوية الموضعية في أذنه أو إهماله في ذلك، لذلك يجب أن يستمع جيداً لكلام الطبيب ويسأله عما لا يفهمه.
المهم في علاج التهاب الأذن الخارجية هو تسكين الألم وتنظيف القناة السمعية من الأجسام الغريبة لإزالة أسباب الالتهاب، ثم إعطاء مضاد حيوي ومضاد التهابات، والتفاصيل كالتالي:
- تنظيف القناة السمعية: مهم جداً لتسريع استجابة الأذن للعلاج
- كريم مضاد حيوي ومعقم ومضاد فطريات ومضاد التهابات، ويعتبر "كيناكومب" هو الاختيار الأمثل لأنه يجمع كل ما سبق في منتج واحد ومتوفر ورخيص نسبياً.
- قطرة أذن: يُنصح باستعمال قطرات مسكنة للألم ومضادة للالتهابات.
- مسكن ألم: في حال لم يستجب المريض للقطرات، يُمكن تناول أقراص مسكنة للألم للكبار، وشراب بروفين مثلاً للأطفال
- حمّام أذن بواسطة الشفط أو التطهير الجاف.
- الفتيل: حشو القناة السمعية الخارجية بشريط من الشاش, مبلل بمادة "جلسرين ايكثيول" أو كورتيزن, ويمكن استخدام كريم "كيناكومب".
- في الحالات المستعصية: قد يُضطر الطبيب لوصف مضادات حيوية عن طريق الحقن، بالإضافة إلى مُسكنات مُخدرة.
مرضى السكري والمرضى الذين يعانون ضعف المناعة، لهم عناية خاصة، فبغض النظر عن درجة الالتهاب، يجب وصف مضادات حيوية عن طريق الحقن أو بالفم جنباً إلى جنب مع العلاج الموضعي.
أمثلة مسببات نقص المناعة تشمل كل من يتلقى علاج كيماوي وكل من يتعاطى كورتيزون ومشتقاته لفترة طويلة، ومن يتعاطون أدوية تثبيط مناعة بالإضافة إلى مرضى الإيدز.
أسئلة شائعة وإجاباتها
هل التهاب الاذن الخارجية خطير؟
التهاب الأذن الخارجية رغم أنه أكثر انتشاراً من التهاب الأذن الوسطى، إلا أنه أقل خطورة في أغلب الأحوال، لكن هناك استثناءات.
إذا أُهمل علاج التهاب الأذن الخارجية في مرضى ضعف المناعة فإنه يمكن أن يتحول إلى التهاب خبيث (ناخر) ينخر في الأنسجة المجاورة ويمكن أن يصل إلى قاع الجمجمة ويجعل حياة المريض في خطر.
كم يدوم التهاب الأذن؟ وكم مدة علاج التهاب الاذن الخارجية؟
في الغالب يستمر الالتهاب في القناة السمعية من يومين إلى خمسة أيام، لكن يمكن أن يحدث تحسن سريع جداً باستعمال فتيل الكيناكومب والأدوية الموصوفة أعلاه ويمكن أن يخف الألم بنسبة كبيرة جداً خلال يوم واحد من العلاج.
ما هي الأذن الخارجية؟
هي الجزء الخارجي من الأذن حتى ما قبل الطبلة، وتشمل صيوان وغضروف الأذن بالإضافة إلى القناة السمعية، ووظيفتها تجميع الصوت من الخارج وتوصيله إلى الطبلة ومنها إلى الأذن الوسطى.
المراجع
- كتاب الأنف والأذن- كلية طب قصر العيني- جامعة القاهرة (Otitis Externa)
- Otitis Externa Treatment & Management
- Acute otitis externa